طيران الناصفة، البديل الطبيعي
بقلم : محمد حبيب آل راشد
تسبب قيام مجموعة من الشباب في ليلة النصف من شهر رمضان الماضية بزفة طيران وطرب في إثارة جدل ولغط بين الناس في المجالس وفي شبكات التواصل الإجتماعي وغلب الرفض والإعتراض على هذا التصرف الجديد على أجواء هذه الليلة العبادية .
لا أريد في هذا المقال أن أكون حكَماً على من بادر لهذا التجمع ولا أن أضع هذا العمل في خانة الصواب أو الخطأ ولكن ولو فرضنا جدلاً بأن هذا التصرف كان خاطئاً بالكامل فمن الملام الأول على هذا الفعل؟
إن أي مساحةً فارغة في العالم لا تضل فارغة حتى الأزل ، إن أي جسد يُترك بدون نشاط أو تنظيف فإن العفن لابد أن يكون البديل الأول ، وبركة الماء المغلقة التي لا يجري ماؤها ولا يتم تبديله فلابد أن يؤول إلى الأسَن .
لقد تركنا ساحة حلة محيش شبه خالية من الحراك الثقافي والفني الذي من المفترض أن يشغل عقل الشاب الجديد ، فلا مسرح ولا سينما ولا فرق موسيقية ولا اهتمام بالمواهب الفنية حتى أصبح أي صوت يخرج للساحة هو صوت مسموع من الجميع لأنه صوتٌ وحيد يمتلك مساحة كبيرة لتردد الصدى .
إن أهل الطار والجو الطربي فئة موجودة بشكل طبيعي في كل ساحة ولكن الغير طبيعي أن تغرد هذه المجموعة وحيدة في وسط الشارع ، لذلك من الطبيعي أن يجدوا ما يكفيهم من الجماهير ، فالناس ميالة لمن يتحرك ويبادر وليس لمن يقدم النقد والتجريح وهو مستلقٍ على ظهره .
دعونا نعود لمِلئ الساحة بالنشاط والمشاريع المهمة بدلاً من خمولنا هذا وبدلاً من انتظار ما نشغل وقتنا بالثورة عليه .