كلمة الجمعة : الشيخ حسين آل خميس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الاول والاخر والظاهر والباطن والشاهد والناظر والعالم والقادر والصلاة والسلام على نور الانام والهادي من الظلام والداعي الى السلام المحمود الاحمد والرسول المسدد والنبي المؤيد ابي القاسم محمد (ص) وآله انوار الدجى ومصابيح الهدى الطيبين الطاهرين
(ظهور الدين في زمن الظهور)
قال الله اعز القائلين في كتابه الكريم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة|33
من الطبيعي والضروري لكل دين اذا ما اريد نشره ان يكون بارزًا في قالبه الظاهري ليتسنى له الظهور ويتحقق له الوجود وذلك حين تكون الظروف مناسبة والاوضاع مهيئة والاجواء صافية وهذا ماعمل عليه وبه اصحاب الرسالات والدعوات ان نحوا في انطلاقاتهم منحى الخفاء ريثما تكون الفرصة مهيئة فيكون الاتجاه نحو الظهور والعلن واذا لا سمح الله ان جرت ظروف واوضاع على خلاف ذلك فيكون التقدير والقرار هو اللجوء الى الخفاء حفاظًا وصونًا للرسالة والابقاء عليها بعيدة عن تناول ايدي العابثين والمعتدين الى ان يجيء الوقت المناسب والظرف الصالح فتعود لتأخذ طريقها الى الحياة والوجود هذا ماصنفه وسار عليه رسول الله (ص) في دعوته اذ ابقى عليها سرًا وخفاءً ولمدة ثلاثة عشر عامًا مع ماتحمله من عناء واذى واضطهاد وتهجير هو ومن امن معه الى ان انجلى هذا الحصار والضيق فصارت الدعوة والرسالة الى سبيلها الظاهري والعلني وكان مقدرًا ومدبرًا لهذه الرسالة وهذا الدين الظهور والغلبة على كل دين وان تكون له الحاكمية المطلقة وعلى كل ربوع هذه البسيطة من شرقها وغربها ومن انسها وجنها
وهذا وعد رباني سماوي لاخلف له ولاتبديل
الا انه لم يتم ولم يتحقق بعد وبالخصوص في زمان صاحب الرسالة الذي قطع له الوعد،اذ لم يأتي يوم صارت الحاكمية بمطلقها على الارض وفي كل اطرافها للاسلام لا في وقت رسول الله (ص) ولا الآن
ولكن لابد ان يأتي اليوم الذي فيه يتحقق هذا الوعد من رب السماء وهو اصدق القائلين واحكم الحاكمين ووعده صدق وقوله حكم وعلى يد رجل من ولد رسول الله(ص) اسمه وسماته وشأنه وشمائله وكنيته وكرائمه
اسم وصفات وشأن وشمائل وكنية وكرائم رسول الله(ص) الا وهو المهدي المنتظر (عج) يملؤها عدلاً وقسطًا بعد ماملئت ظلمًا وجورًا
وبظهوره ظهور الدين على الدين كله وهذا هو المقصد الاعظم والمراد الاوسع من قول الله تعالى(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة|33
نعم سيظهر الله تعالى الدين الاسلامي وعلى كل الديانات كما ارسل رسوله محمد(ص) بالهدى ودين الحق
وذلك بظهور من خفي وغاب والذي على يده سيعود الدين غضًا طريًا كحال عهده في زمن الرسول (ص) بل اوسع واشمل بحيث انه يعم الارض ويظلها بعدله وقسطه وتنعم الانسانية بظلاله الوارف
والظهور للدين يعني الغلبه والعلو بكل وضوح
قال الله تعالى(كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّة) التوبة|8
اي يغلبوكم ويظفروا بكم فمعنى(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) اي يعلو ويغلب دين الحق على جميع الاديان فإن كان هذا الكلام قد تحقق وكانت الارادة الالهية قد تنجزت فالمعنى ان الله تعالى قد ادحض زيف جميع الاديان الباطلة والملل والشرائع المنحرفة زيفها بالقرآن وبالاسلام وبعبارة ان الاسلام قد ابطل ونسخ جميع الاديان ورد على كل ملحد او زنديق وعلى كل من يعبد شيئاً غير الله تعالى
اما اذا اردنا ان نتحدث عن الآية على ضوء التأويل فإن هذا الهدف الإلهي لم يتحقق بعد فالمسلمون عددهم اقل من ربع سكان الارض والبلاد الاسلامية تحكمها قوانين غير اسلامية والاديان الباطلة تنبض بالحياة والنشاط وتتمتع بالحرية بل تجد المسلمين في بعض البلاد اقلية مستضعفة لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرًا
اذن فأين غلبة الحق على الباطل واين قوله تعالى(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؟
وفي اي زمان تحقق هذا المعنى؟
إن ائمة اهل البيت(ع) ذكروا في تأويل الآية انها تتعلق بعصر الامام المهدي(عج) وظهوره في كتاب مجمع البيان في تفسير الآية عن عبابة انه سمع امير المؤمنين علي(ع) يقول(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)
أظهر ذلك بعد؟ قالوا نعم
قال(ع)(كلا فوالذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا وينادى فيها بشهادة ان لا اله الا الله بكرة وعشيًا)
وفي تفسير البرهان( فلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا ونودي فيها:بشهادة ان لا إله الا الله وان محمدًا رسول الله بكرة وعشيًا)
وفي تفسير البرهان ايضًا عن ابن عباس في قوله(عز وجل)(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
قال:لايكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب مله الا صار الى الاسلام
حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية حتى لا تقرض فارة جرابًا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
وهو قوله تعالى(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وذلك يكون عند قيام القائم (ع)
وفي تفسير البرهان عن كتاب الكافي عن ابي الفضيل عن الامام ابي الحسن الكاظم (ع) قلت ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)؟
قال (ع) هو امر الله رسوله بالولاية والوصية والولاية هي دين الحق
قلت: (ليظهره على الدين كله)؟
قال(ع):يظهره على جميع الاديان عند قيام القائم (عج)
ويقول القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة عن الامام الصادق(ع) قال ( والله مايجيء تأويلها حتى يخرج القائم المهدي (ع) فإذا خرج لم يبق مشرك الا كره خروجه ولا يبقى كافر الا قتل)
ويذكر العلامة المجلسي في كتاب بحار الانوار
فعن ابي بصير قال:سألت ابا عبد الله الصادق (ع) عن قوله تعالى في كتابه(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
فقال(ع)(والله ما انزل تأويلها بعد) قلت:جعلت فداك ومتى ينزل؟
قال(ع) (حتى يقوم القائم ان شاء الله فإذا خرج القائم لم يبق مشرك …….الخ)
–
نسأل الله العلي القدير ان يعجل بل ويقرب لصاحب الامر الفرج والظهور ليكون في ذلك ظهور الدين على الدين كله وفيه تطهير للارض واحيائها بالعدل والامن
إنه ربنا على كل شيء قدير وللدعاء سميع
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة 24|8|1439 هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميسبسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الاول والاخر والظاهر والباطن والشاهد والناظر والعالم والقادر والصلاة والسلام على نور الانام والهادي من الظلام والداعي الى السلام المحمود الاحمد والرسول المسدد والنبي المؤيد ابي القاسم محمد (ص) وآله انوار الدجى ومصابيح الهدى الطيبين الطاهرين
(ظهور الدين في زمن الظهور)
قال الله اعز القائلين في كتابه الكريم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة|33
من الطبيعي والضروري لكل دين اذا ما اريد نشره ان يكون بارزًا في قالبه الظاهري ليتسنى له الظهور ويتحقق له الوجود وذلك حين تكون الظروف مناسبة والاوضاع مهيئة والاجواء صافية وهذا ماعمل عليه وبه اصحاب الرسالات والدعوات ان نحوا في انطلاقاتهم منحى الخفاء ريثما تكون الفرصة مهيئة فيكون الاتجاه نحو الظهور والعلن واذا لا سمح الله ان جرت ظروف واوضاع على خلاف ذلك فيكون التقدير والقرار هو اللجوء الى الخفاء حفاظًا وصونًا للرسالة والابقاء عليها بعيدة عن تناول ايدي العابثين والمعتدين الى ان يجيء الوقت المناسب والظرف الصالح فتعود لتأخذ طريقها الى الحياة والوجود هذا ماصنفه وسار عليه رسول الله (ص) في دعوته اذ ابقى عليها سرًا وخفاءً ولمدة ثلاثة عشر عامًا مع ماتحمله من عناء واذى واضطهاد وتهجير هو ومن امن معه الى ان انجلى هذا الحصار والضيق فصارت الدعوة والرسالة الى سبيلها الظاهري والعلني وكان مقدرًا ومدبرًا لهذه الرسالة وهذا الدين الظهور والغلبة على كل دين وان تكون له الحاكمية المطلقة وعلى كل ربوع هذه البسيطة من شرقها وغربها ومن انسها وجنها
وهذا وعد رباني سماوي لاخلف له ولاتبديل
الا انه لم يتم ولم يتحقق بعد وبالخصوص في زمان صاحب الرسالة الذي قطع له الوعد،اذ لم يأتي يوم صارت الحاكمية بمطلقها على الارض وفي كل اطرافها للاسلام لا في وقت رسول الله (ص) ولا الآن
ولكن لابد ان يأتي اليوم الذي فيه يتحقق هذا الوعد من رب السماء وهو اصدق القائلين واحكم الحاكمين ووعده صدق وقوله حكم وعلى يد رجل من ولد رسول الله(ص) اسمه وسماته وشأنه وشمائله وكنيته وكرائمه
اسم وصفات وشأن وشمائل وكنية وكرائم رسول الله(ص) الا وهو المهدي المنتظر (عج) يملؤها عدلاً وقسطًا بعد ماملئت ظلمًا وجورًا
وبظهوره ظهور الدين على الدين كله وهذا هو المقصد الاعظم والمراد الاوسع من قول الله تعالى(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة|33
نعم سيظهر الله تعالى الدين الاسلامي وعلى كل الديانات كما ارسل رسوله محمد(ص) بالهدى ودين الحق
وذلك بظهور من خفي وغاب والذي على يده سيعود الدين غضًا طريًا كحال عهده في زمن الرسول (ص) بل اوسع واشمل بحيث انه يعم الارض ويظلها بعدله وقسطه وتنعم الانسانية بظلاله الوارف
والظهور للدين يعني الغلبه والعلو بكل وضوح
قال الله تعالى(كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّة) التوبة|8
اي يغلبوكم ويظفروا بكم فمعنى(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) اي يعلو ويغلب دين الحق على جميع الاديان فإن كان هذا الكلام قد تحقق وكانت الارادة الالهية قد تنجزت فالمعنى ان الله تعالى قد ادحض زيف جميع الاديان الباطلة والملل والشرائع المنحرفة زيفها بالقرآن وبالاسلام وبعبارة ان الاسلام قد ابطل ونسخ جميع الاديان ورد على كل ملحد او زنديق وعلى كل من يعبد شيئاً غير الله تعالى
اما اذا اردنا ان نتحدث عن الآية على ضوء التأويل فإن هذا الهدف الإلهي لم يتحقق بعد فالمسلمون عددهم اقل من ربع سكان الارض والبلاد الاسلامية تحكمها قوانين غير اسلامية والاديان الباطلة تنبض بالحياة والنشاط وتتمتع بالحرية بل تجد المسلمين في بعض البلاد اقلية مستضعفة لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرًا
اذن فأين غلبة الحق على الباطل واين قوله تعالى(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؟
وفي اي زمان تحقق هذا المعنى؟
إن ائمة اهل البيت(ع) ذكروا في تأويل الآية انها تتعلق بعصر الامام المهدي(عج) وظهوره في كتاب مجمع البيان في تفسير الآية عن عبابة انه سمع امير المؤمنين علي(ع) يقول(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)
أظهر ذلك بعد؟ قالوا نعم
قال(ع)(كلا فوالذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا وينادى فيها بشهادة ان لا اله الا الله بكرة وعشيًا)
وفي تفسير البرهان( فلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا ونودي فيها:بشهادة ان لا إله الا الله وان محمدًا رسول الله بكرة وعشيًا)
وفي تفسير البرهان ايضًا عن ابن عباس في قوله(عز وجل)(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
قال:لايكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب مله الا صار الى الاسلام
حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية حتى لا تقرض فارة جرابًا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
وهو قوله تعالى(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وذلك يكون عند قيام القائم (ع)
وفي تفسير البرهان عن كتاب الكافي عن ابي الفضيل عن الامام ابي الحسن الكاظم (ع) قلت ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)؟
قال (ع) هو امر الله رسوله بالولاية والوصية والولاية هي دين الحق
قلت: (ليظهره على الدين كله)؟
قال(ع):يظهره على جميع الاديان عند قيام القائم (عج)
ويقول القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة عن الامام الصادق(ع) قال ( والله مايجيء تأويلها حتى يخرج القائم المهدي (ع) فإذا خرج لم يبق مشرك الا كره خروجه ولا يبقى كافر الا قتل)
ويذكر العلامة المجلسي في كتاب بحار الانوار
فعن ابي بصير قال:سألت ابا عبد الله الصادق (ع) عن قوله تعالى في كتابه(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
فقال(ع)(والله ما انزل تأويلها بعد) قلت:جعلت فداك ومتى ينزل؟
قال(ع) (حتى يقوم القائم ان شاء الله فإذا خرج القائم لم يبق مشرك …….الخ)
–
نسأل الله العلي القدير ان يعجل بل ويقرب لصاحب الامر الفرج والظهور ليكون في ذلك ظهور الدين على الدين كله وفيه تطهير للارض واحيائها بالعدل والامن
إنه ربنا على كل شيء قدير وللدعاء سميع
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب محمد وآله الطيبين الطاهرين
–
كلمة الجمعة 24|8|1439 هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس