عامة

الشيخ اليوسف لـ هواة التفحيط: استغلوا مواهبكم فيما ينفعكم ويخدم مجتمعكم!

بواسطة : القطيف اليوم – القطيف اليوم
28 ديسمبر، 2018

أكّد سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف، في خطبة الجمعة 20 ربيع الثاني 1440هـ، أهمية احترام الآداب والذوق العام، وترسيخ الآداب الذوقية الرفيعة حتى تتحول إلى ثقافة عامة وسلوك عام في المجتمع.

وقال “اليوسف” إن رعاية الذوق العام تعبر عن التزام الإنسان الأخلاقي، وعن تحليه بالآداب العامة، ومراعاته لما هو لائق وتجنب غير اللائق مما تعارف عليه الناس وجرى مجرى العرف بينهم.

وأضاف: “وأما الإنسان الذي لا أدب عنده، أو قليل الأدب، فإن مساوئه ستكون كثيرة، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «مَن قَلّ أدبُه كثُرَتْ مَساويهِ».

وأوضح أن الذوق العام كلمة جميلة تعبر عن معانٍ ودلالات أخلاقية رفيعة، وعن تمسك الإنسان بالآداب الحسنة في السلوك والتعامل مع الآخرين، وتجنب ما لا يتناسب مع العرف العام عند الناس.

وأكد أن مصطلح الذوق العام تعبير جميل يحمل في طياته معاني رائعة، كالأدب والاحترام، وحسن التعامل بلطف ورفق ولباقة مع الناس، وتجنب ما يثير إحراجهم وإزعاجهم، والمحافظة على مشاعرهم وأحاسيسهم من الإحراج والجرح النفسي.

وأشار إلى نظرة المجتمع تجاه الذوق العام، بحيث إن الناس إذا أرادوا الثناء على شخص قالوا عنه إنه صاحب ذوق، أو عنده ذوق راقٍ؛ وإذا أرادوا ذم شخص قالوا عنه إنه إنسان غير مؤدب، أو قليل الذوق، أو ليس عنده ذوق.

وشدد على أن للذوق العام مظاهر وقواعد عامة، وبعضها يرتبط بالسلوك الاجتماعي -وهو محل الكلام هنا – كالمحافظة على النظافة العامة سواء في الأكل والشرب، أم في الدار، أم في الشارع العام، أم في المرافق العامة، أم عند الكورنيش، أم في الحدائق العامة وغيرها.

وقال “اليوسف”: “ليس من الذوق العام إلقاء القمامة والأوساخ في غير الأماكن المخصصة لها، أو رميها من السيارات في الطرقات العامة، أو رمي مخلفات البناء في الشوارع السالكة، أو في الحدائق والمتنزهات العامة، أو في البحر؛ مما يتسبب في تلويث البيئة وتوسيخ الأماكن العامة”.

وأشار إلى أن من القواعد المهمة في الآداب والذوق العام التي ينبغي على كل فرد الالتزام بها: أن لا تغلق طريقًا عامًا بسيارتك، ولا تزعج أحدًا بدراجتك النارية، ولا ترمِ أوساخًا في الشارع العام، ولا تؤذِ جيرانك برمي مخلفات منزلك أمامهم، ولا تدخن في مجلس عام أو في دورات المياه؛ فتؤذي الآخرين بفعلك السلبي.

ورأى أن الآداب الذوقية الراقية يجب احترامها والتشجيع عليها حتى تتحول إلى ثقافة عامة وسلوك عام حفاظًا على الذوق العام للمجتمع، وترسيخ الآداب العامة بما يؤدي إلى ولادة مجتمع متحضر وراقٍ.

وانتقد قيام بعض الشباب بحفلات التفحيط في الأماكن الآهلة بالسكان، لما يسببه من مخاطر على حياة الأطفال والمارة، والذهاب والمجيء مرات ومرات بالدراجات النارية من غير هدف، وزيادة أصوات عوادم السيارات والدراجات حتى تكون مزعجة، وكل هذه الأمور تخالف الذوق العام والآداب العامة.

ودعا “اليوسف” هواة التفحيط والدراجات النارية إلى الابتعاد عن الأماكن السكنية احترامًا لمشاعر الناس، وحفظًا لأرواحهم المحترمة، ومنعًا لإيذائهم وإزعاجهم؛ فأذية الناس أمر محرم، ومأثوم من يقوم به؛ فلا تجعلوا الناس تكرهكم، فأنتم جزء من مجتمعنا، وهم جزء منكم.

وخاطبهم بالقول: “استغلوا مواهبكم وهواياتكم فيما ينفعكم ويخدم مجتمعكم، ومارسوا هواياتكم (المزعجة) بعيداً عن إزعاج الناس وإيذائهم؛ وبذلك قد تنالوا رضا الله تعالى، ومحبة الناس إليكم”.

وختم خطبته بالتأكيد على مسؤولية الوالدين في تربية الأبناء على احترام الذوق العام، وكذلك المسؤولية المجتمعية في معالجة الظواهر السلبية عند بعض الشباب والمراهقين.

زر الذهاب إلى الأعلى