مقالات

رحبوا بهم في المسجد

رضي منصور العسيف

قال تعالى: “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ” سورة طه (132)
بعد تشجيع مستمر من والده لأداء الصلاة جماعة في المسجد، قرر أن يرافقه …
وصلا للمسجد … استقبلهما أحد القائمين على خدمة المسجد بقوله.: هيا قبل أن يركع الإمام …
تقدم الأب والتحق بالجماعة بينما صلى الولد في الصف الأخير …كبر تكبيرة الإحرام وصار يقرأ سورة الفاتحة بصوت مسموع …
وخزه على جنبه من كان بجانبه … فكر الولد في هذه الحركة، لماذا وخزني؟
ركع المصلين بينما أكمل الولد قراءة الفاتحة والسورة ثم ركع والتحق بهم في السجود …
في الركعة الثانية قرأ الولد الفاتحة بصوت مسموع … فوخزه مرة أخرى…
بدأ الولد يفكر في هذا العمل، لماذا هذا التصرف؟!
بعد الانتهاء من الصلاة، توجه إليه من كان بجانبه بوجه غضوب قائلا كيف التحقت بصلاة الجماعة وقد سبقك الإمام؟! أنت لم تركع مع الإمام بل التحقت به في السجود! ولماذا كنت تقرأ الفاتحة والسورة بصوت مرتفع ألا تعلم أنها صلاة اخفاتية؟! كان عليك أن تقرا التسبيحات …ولماذا رفعت راسك قبل الإمام في السجدة الأخيرة؟! ألا تعلم أنه لا يجوز التقدم على الإمام في الأفعال أو التأخر عنه كثيراً بحيث يؤدي ذلك لانهدام هيئة الجماعة؟!… عليك أن تتعلم مسائل صلاة الجماعة حتى لا تؤثر على صلاة من بجانبك …
نظر إليه الولد…احمر وجهه …
قرر أن يغادر المسجد ولكنه استجمع قواه ونظر للرجل قائلاً: عليك أن تصلي وتتوجه في صلاتك بخشوع وليس عليك أن تراقب من حولك …أنت لست كاميرا مراقبة …

ونحن في شهر رمضان المبارك نجد الاقبال الجميل على صلاة الجماعة، والأجمل حينما نرى مجموعة من الأطفال يحضرون المسجد، ولذا علينا أن نهتم بهذا الاقبال ونستثمره خير استثمار وذلك من خلال:

الترحيب بالأطفال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحبوا الصبيان وارحموهم (1).
من المهم جدا التودد للأطفال من قبل المصلين وخصوصا اللجان المهتمة بشؤون المسجد، فالطفل ليس فقيهاً عارفاً بأحكام الصلاة، وقد يصدر منه بعض الأخطاء في أمور الصلاة، كما أن بعض الأطفال لا زالوا يعيشون طفولتهم وقد يصدر منهم ما يزعج أحيانا، لذلك فإن سعة صدرنا هي أفضل تعامل مع أخطائه التي يجب أن نستقبلها بالبسمة والتوجيه اللين، فالكثير من الأطفال قد يغادرون المسجد دون رجعة إذا ما نفرتهم سلوكياتنا وضيق صدورنا.

دورة دينية لتعلم مسائل صلاة الجماعة
يمكن عقد هذه الدورة قبل صلاة المغرب بنصف ساعة، يتم فيها طرح أهم المسائل:
الوضوء، الصلاة وأحكامها، وكيفية الالتحاق بصلاة الجماعة بصورة مبسطة مناسبة لسن الأطفال. كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): “علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا” (2)

قراءة الأدعية
جميل أن تسمع صوت طفل وهو يقرأ بصوته الجميل دعاء الفرج أو أي دعاء آخر .
لذا علينا أن نشجع أطفالنا لحفظ الأدعية القصيرة، وأن تمتلئ ذاكرة أطفالنا بهذه الكلمات الروحانية، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): “حفظ الغلام كالوسم على الحجر” (3)

هدايا للطفل الملتزم بالحضور
ألا ترى كيف أن بعض أصحاب المجمعات التجارية والترفيهية تستقبل أطفالنا بهداياهم التي يقدمونها لأولادنا لجذبهم إلى محالهم ومجمعاتهم، يمكننا أن نستفيد من هذه الطريقة بما يناسب مقام المسجد ومكانته، وهذا مدعاة لفرح الطفل “ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة” كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4)

أخيراً إن المسجد هو أفضل الأماكن وأطهرها فهو مركز ديني ثقافي اجتماعي يتعلم منه الطفل مبادئ الدين والحياة ولذلك علينا أن نهتم بهذه الفئة ونحرص على حضورهم.

الهوامش:
1 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٤ – الصفحة ٣٦٦٩
2 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٥٦
3 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٦٤٦
4 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٤ – الصفحة ٣٦٦٩

تعليق واحد

  1. احسنت ابا محمد المفروض ان يكلمه بصوت منخفض طبعا” حتى الكبار تطلع منهم تصرفات شخصيه غير مبرره.

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى