دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي للناصرين الدين ناصرًا وللرافعين له رافعًا وللمقوين له مقويًا وللمعزين له معزًا والصلاة والسلام على حامل الاسلام وناشره وداعي الدين وحافظه رسول الخير ومبعوث السلام المصطفى محمد وآله الاخيار الابرار الطيبين الطاهرين
(بدر نصر بنصر)
قال الله العزيز في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد | ٧
النصر والفوز والنجاح في ميادين الحياة لا ينال ولا يحرز الا بالاسباب والطرق والوسائل التي عبرها يتحقق ويقع ومن دون ذلك يكون حال من يطلبه كحال من يسعى في الهيجاء من دون سلاح
فمن يتطلع الى التقدم العلمي او التقني او الصناعي فلا بد له ان يشق الطرق والسبل التي من خلالها التوصل الى ذلك ومن يتطلع الى الفوز والنجاح في اي مجال او اي ميدان من مجالات وميادين الحياة فالطريق والسبيل الى ذلك هو العناية والاهتمام والتهيأ والاستعداد وبدل الواسع من الجهد والطاقة والتقدم وبروح وثابة وارادة خلابة وعزيمة هفافة
نعم هم الذين وصلوا الى المجد ونالوا اعلى الاماني وحققوا اعظم المطالب واجمل المكاسب واحرزوا لانفسهم واوطانهم اعلى المراتب واجل المواقع هذا ماهو مراد ان يكون وما يكون في الحياة وميادينها واما في ميادين وساحات العقيدة والدين ينبغي ان تكون العزيمة بمثل ذلك بل واعظم واوسع لان العقيدة هي اعظم واهم من كل شيء وبها وبانتصارها يكون الانتصار في الحياة وميادينها لان رب الكون والحياة عونه واسناده وامداده لمن يسعى الى اعلاء دينه ورفع رايته لان الانسان ما خلق الا لاجل ربه وماخلقت الاشياء الا لاجله كما قال الله تعالى في حديث قدسي (يابن ادم خلقت لاجلي وخلقت الاشياء لاجلك)
نعم ما دام ان خلق الانسان لاجله وخلق الاشياء لهذا الانسان اذن من باب صحة الانطلاق والمسيرة ان نكون نحو الله تعالى ونحو الانتصار للدين وبكل ماتوفر في الحياة فالانسان الذي يمتلك ادراكًا وبصيرة ورؤية سليمة لا بدل والحال ان تكون انطلاقاته وانجازاته نحو من افاض عليه الخير والتوفيق والتقدم والنجاح
ولم يكن من الله تعالى الا الانماء والتوسع فالنصر من الله لم يكن لعباده الا بعد ان قدموا نصرهم لله تعالى اي لدينه ورسالته
فحين قدموا نصرهم وبكل صدق وعزم ووفاء واخلاص كان النصر من الله تعالى لهم حاضرًا كما حكم بذلك الله تعالى وقضا اذ يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد | ٧
وهذا الحال اشبه بحال الذكر لله تعالى اذ لم يكن الله تعالى ذاكرًا لاحد الا حين يكون هو ذاكرا له كما يقول المولى تعالى(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة | ١٥٢
فكم كانت معركة بدر رهيبة ومهيبة الا انه بفضل الله تعالى وبركة رسوله وباخلاص اهل الايمان وصدقهم وعزمهم ووفائهم ونصرهم لدين الله وافاهم النصر من الله تعالى لانهم استرخصوا كل شيء واستهانوا بالدنيا ومافيها واندفعوا وبكل عزم ودون اي خوف او وجل كل ذلك في سبيل سلامة الاسلام وبقائه فستحقوا بذلك النصر واي نصر هذا؟
انه من اعظم النصر اذ فيه تحقق النصر بين فريقين غير متكافئين عددًا وعدة ًاذ فيه كانت النفوس مطمئنة والقلوب مستقرة والاقدام ثابتة
نعم مع النصر كان ثبات الاقدام وذلك لثبات القلوب وهكذا كانت معركة بدر العظيمة نصر بنصر واذا ما ارادت هذه الامة ان تسطر لها انتصارات وتحقق لها انجازات وعلى نسق انجاز بدر وغيرها من المشاهد ان تسلك درب من تقدموا وقدموا ارواحهم وانفسهم من اجل الرسالة ونصروها فنالوا الانتصار وكل ذلك بفضل الله تعالى وكرمه ومنه وجوده اذ ان النصر ماهو الا من عند الله تعالى كما يقول جل وعلا (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) ال عمران | ١٦٢

نسأل الله القوي العزيز ان يتفضل على امة محمد (ص) بالمحبة والالفة فيما بينهم وان يشد ازرهم وعزهم ويوحد كلمتهم لينالوا بذلك كرامة الله ونصره والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المنصور المؤيد والرسول المسدد ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٧|٩|١٤٤٢
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى