دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين مهدي آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي احاط بكل شيء علمًا وعلم بكل شيء قبل ان يكون وكون الاكوان وهو بها عليم والصلاة والسلام على العالم والمعلم والحكيم والحاكم مدينة العلم والمكارم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(مدينة العلم محمد وعلي بابها)
قال الرسول الامجد محمد(ص)(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأت من بابها)
مدينة العلم سميت مدينة العلم لاحتوائها واختصاصها على كثير من العلوم وعديد من التخصص كحال اي مدينة من المدن من حيث تنوع وتعدد جوانبها وجهاتها وتظهر بذلك بمظهرها الرائع وتطل بهيئتها الزاهي
وحينها تنعم الانسانية وترتقي في ظل اي مدينة من المدن التي فيها اسباب رقيها وتقدمها وعلوها وارتفاعها
نعم انها مدن عظيمة لعظيم ماقدمته وتقدمه من عظيم انجاز وانجاز عظيم وبهذا تستحق الاعظام والتكريم والاعتزاز والافتخار والمعني بذلك القائمين والمشرفين على ادارة مثل هذه المدن والحواظر والوقوف امامهم بكل اجلال واحترام واعظام واكرام لا سيما هذه المدينة التي لا تظاهيها مدينة من المدن ولا تنافسها حاظرة من الحواظر الا وهي مدينة العلم المتمثلة في مقام وحضرة الرسول الاعظم محمد(ص) لقوله(ص)(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأت الباب)
فالرسول (ص) هو مدينة العلم واي مدينة تكون هذه المدينة ؟
انها مدينة الخير والهداية والمعرفة والايمان والاطمئنان والبصيرة والتقدم والفوز والفلاح في الدارين
انها تحمل في مكنونها مفتاح النجاح وطريق الفلاح الا وهي كلمة التوحيد التي اطلقها الرسول (ص) وقال (قولوا لا اله الا الله تفلحوا)
وبكلمة التوحيد تنفتح معها كل ابواب العلوم والمعارف وبالتالي تتحقق معها السعادة والفلاح
نعم انه رسول الله(ص) وهو مدينة العلم والمعرفة والحكم والحكمة ولا بد للمدينة من باب والذي من خلاله يكون الوصول الى المدينة والولوج في ساحاتها ومقاماتها
أيا ترى من هذا الباب وماعساه ان يكون؟
انه بالطبع والقطع علي العلم والمعرفة علي الطهر والحكمة علي الفهم والفطنة
والذي وعى وحوى كل مافي هذه المدينة من علم ومعرفة وذلك بما افرغته والقته المدينة على بابها فصار بذلك مدينة علم وذلك لقول المدينة الاصل رسول الله(ص)(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأت الباب)
واما قول باب مدينة العلم وهو بذلك مدينة علم (ع)(علمني رسول الله الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الف باب)
نعم مادام قد فتح رسول الله (ص) على باب مدينة علمه الف باب ويفتح له من كل باب الف باب فاصبح بذلك هو المدينة بعد رسول الله(ص) ومدينة العلم في زمن رسول الله(ص)
يؤتى اليها من بابها الشرعي والصحيح الا وهو الذي جعله رسول الله واقامه وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) ومن يأت من غير هذا الباب يعد مخالفًا بل وسارقًا ومتعديًا
هذا في وقت وزمان وجود رسول الله(ص) اما بعد رحيله وانقطاعه عن الحياة
فالمدينة العلمية والشؤون الدينية وكل ماهو متعلق بالرسول (ص) يؤول وينتهي الى امين وبواب مدينة علم رسول الله (ص) الا وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) وذلك لما هو عليه من الاهلية والقدرة والاحاطة والكفاءة
وهذا من خلال ماوثقه وثبته رسول الله (ص) حين قال في اكثر من مقام(علي اعلمكم علي اقضاكم علي اعدلكم علي اشجعكم علي اعبدكم)
والى غيرها من اقوال واشادات بمقام امير المؤمنين (ع) والى تأهله بان يقوم بما قام به الرسول (ص) وتصدى له
فعلي ليس مجرد بواب وحارس على مدينة كبقية الحراس والبوابين بل هو امين وحافظ ومحيط ومطلع ومستوعب لكل مافي المدينة وبهذا فهو جدير واهل بأن يكون بعد ذلك وارث للمدينة وبعدها مدينة علم
فعلم علي هو علم رسول الله (ص) والذي هو علم الله تعالى
فعلم رسول الله لم ينتهي ويرحل برحيل رسول الله(ص) وانما رحل ونقل الى راس وكيان امير العلم والقضاء علي بن ابي طالب (ع)
فهو حين يحكم ويقضي ويأمر وينهى انما عن امر الله ورسوله(ص)
فأمره امرهما وحكمه حكمهما وقضائه قضائهما وهذا ما القاه وقاله رسول الله(ص) (علي علمه علمي وحكمه حكمي وقضائه قضائي فمن رد عليه رد علي وعلى الله)
وكذلك قال رسول الله (ص) (كفي وكف علي في العدل سواء)
ومن هنا يقتضي التنبيه والالفات لمن يريد الله ورسوله ويريد الدخول في مدينة علم وحكمة رسول الله ودينه ان يأتي الباب الذي جعله رسول الله الا وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) والذي من اتاه اتاها ومن تاه عنه عنها تاه

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٣|٩|١٤٣٩ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

زر الذهاب إلى الأعلى