دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي جعل السعادة بالتوبة إليه وبالطاعة والانابة إليه وبالرواح والغدو اليه والصلاة والسلام على قدوة العابدين ومثال الطائعين وكعبة الصادقين الصادق الامين المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(الشقي من حرم غفران الله)
‏قال الرسول الاكرم محمد (ص)(فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم)
السعادة يقابلها الشقاء والهداية يقابلها الضلال والنعيم يقابله الجحيم ومن يتوق ويرغب في السعادة يسلك الأسباب والسبل التي عبرها يصل اليها وينالها
ومن يتخلى ويتخلف عن تلك السبل والاسباب يؤول امره الى الشقاء والخسران والخيبة والحرمان
فالذين اخذوا بأسباب السعادة وتمسكوا بها وجسدوها على ارض الواقع انتهى بهم الوضع الى مايحبوا ويرضوا
واما من تجاهل تلك الاسباب وتجاوزها بل وسلك غيرها صار مصيرها الى مالا تحمد عقباه
فالسعادة منافذها وسبلها كثيرة وعديدة اهمها وابرزها الطاعة والاتباع لهدي من بيده السعادة اي طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه وبهذا ينال ماعنده من الرضا والرضوان والنعيم والجنان
ومن يكون على خلاف هذا ينتهي به الامر الى الشقاء والحرمان
ولله سبحانه وتعالى الطاف وعنايات ونفحات رحمانية بها يمكن للعباد ان يكسبوا وينالوا سعادتهم وفلاحهم ومن اعظم هذه الالطاف والعنايات هذا الشهر العظيم شهر الله المبارك شهر رمضان شهر الرحمة والرضوان
فمن ادركه وصامه ولم ينل فيه الغفران فهو شقي لأن الامور فيه مسهلة والتوبة فيه ميسرة والاعمال فيه مقبولة فعلى ما لا يكون الغفران والتخلص من الحرمان؟
الا لان هذا وامثاله لم يكن منهم صدق النية وطهارة القلب لأن التوبة والمغفرة انما يكون قبولها متوقف على صدق النية في التوبة وطهارة القلب من الاوساخ والآثام وقد ورد عن رسول الله (ص) فيما ذكر انه من السهولة بمكان لمن صام شهر رمضان وبكل طهارة وصلاح ان يكون مقربًا ومرحومًا ومغفورًا له ومقبولاً
واما من لم يغفر له ولم يقبل انما لسوء سلوكه وبعده عن الله تعالى وهو في شهر القرب ولذلك قال الرسول محمد (ص)(من ادرك شهر رمضان ولم يغفر له ابعده الله الى عام قادم الا ان يدرك عرفة)
وعدم الغفران انما يعود الى عدم التطهر مما سبق وعدم الاقلاع والكف عن الذنوب وهو في شهر التوبة فلا يحصد من هذا الصيام الا الشقاء والعناء
بينما هذا الشهر كما قال عنه رسول الله انه شهر الرحمة والمغفرة والبركة
نعم هو كذلك لمن اراد الرحمة وسلك سبلها بأن رحم نفسه بالاستقالة من الذنوب والتوبة منها وتعامل مع الاخرين بلطف ورحمة وصفح وعفو ومد يده للناس بالسلام والحب والاحترام والصفح والاحسان والله يحب المحسنين والمحسنون هم من يبدؤون بالإحسان الى انفسهم بما يفعلونه من الحسنات والطاعات والعبادات والقربات ومايقدمونه الى عباد الله من معروف واحسان وصفح وغفران
وحتى لا نحرم من رحمة الله وغفرانه ولا نقع في الشقاء والحرمان يتحتم علينا ان نكون في حال من اللياقة والاهلية من صلاح النفوس وزكاتها وطهارتها وسلامة سريرتها وظاهرها
وبهذا تتحقق السعادة بعد الغفران والنجاة من الشقاء ونيل العظمة والكرامة في هذا الشهر العظيم

‏نسأل الله المولى العظيم أن يجعلنا في هذا الشهر العظيم من أهل رحمته وغفرانه ونيل الكرامة عنده والفوز بالجنة والسعادة بلطفه والخلاص من الشقاء بعنايته
إنه ربنا البر الرحيم والجواد الكريم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من صلى وصام المصطفى محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٠|٩|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى