دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل رضاه برضا فاطمة وغضبه بغضبها وسرور نبيه بسرورها ووصل رسوله بوصلها واكرامه باكرامها والصلاة والسلام على اكرم الخلق واشرف الرسل وسيد الكائنات ابي القاسم محمد وآله الانوار الهداة الطيبين الطاهرين
(رضا الله برضا فاطمة)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(يافاطمة ان الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك)
يرضى الناس ويغضبوا فيما بينهم على امور وقضايا وشؤون على اثرها تقوم الحياة والعلاقة والتماسك والتواد والمحبة وغير ذلك من تفكك وتباعد وتحامل وبغض وشحناء وسخط وغضب
فالمجتمع السعيد والراقي هو ذلك المجتمع الذي يسعى جميع افراده نحو ان يرضي بعضهم بعضًا من خلال مايقومون به من تأدية حقوق بعضهم بعضًا وكف الاذى والضرر وابعاده عن ساحاتهم واقلاعه من نفوسهم
وغير هذا يتحول المجتمع الى مجتمع شقي وبائس ومتباعد ومتفكك وضعيف وخاوي ومتخلف ومتأخر
فالمجتمع الذي يعطي من نفسه الحب والاخلاص والود والاحترام يؤول أمره الى الرقي والتقدم والقوة والعلو والازدهار
وماسر تخلف وتأخر بعض المجتمعات والاقوام الا لتركها ونبذها اسباب ذلك من الوقوع في الانانية والتقوقع على الذات والانقطاع عن الآخرين بل والمقاطعة والانحدار في هوة التطاول والتعدي وسلب حقوق الآخرين
ومن هنا اذا ما اردنا كسب ونيل السعادة ان نتجه صوب وناحية مواردها واسبابها ومن اهمها ان نسعى جميعًا نحو تحقيق الرضا الاجتماعي من توفية الحقوق والواجبات
نعم هذه السعادة في حدود الدنيا اما السعادة والفلاح الاعظم حين يتحقق معه رضا الله سبحانه وتعالى وذلك عبر طاعته وعبادته بعد توحيده والايمان به والسير على خطى الهداية واجتناب مايسخطه ويبغضه من شرك وكفر وتمرد وعصيان ومنكر وطغيان وجهل ونسيان اذ بهذا السير والسلوك ينتهي الانسان الى سعادته وسروره بعد رضا ربه عنه وهذا لا يكون الا بعد ان يتحقق معه رضا روح رسول الله وثمرة فؤاده وزهرة حياته وبهجة قلبه الزهراء البتول وسيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين فاطمة بنت محمد (ص) والتي من اجلها خلق محمد وعلي كما هو مذكور في الخطاب الرباني القدسي لرسول الله (ص) قائلاً (يامحمد لولاك لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)
هكذا هي ارادة الله تعالى في خلق الافلاك والوجود من سماء وارض وغيرهما انما كان ذلك وجرى لأجل ان يكون محمد ويخلق ، وماوجود وخلق محمد الا ليكون سببًا في وجود وخلق علي (؏)
واعظم من ذلك اي من خلق محمد وعلي هو خلق ووجود فاطمة اذ يقول المولى عز وجل في قوله(ولولا فاطمة لما خلقتكما)
ومن هنا فإن رضا الله تعالى انما يكون برضا رسوله ووليه بعد رضا فاطمة كما قالها رسول الله (ص) (يافاطمة اني راض عمن رضيت عنه وساخط على من سخطت عليه)
وكذلك قال رسول الله (ص)(يافاطمة ان الله ليرضا لرضاك ويغضب لغضبك)
وكذلك قال رسول الله (ص)مخاطبًا امير المؤمنين علي (؏)(ياعلي اعلم اني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته)
نعم انما ينفع رضا فاطمة ومعه العمل والصلاح والالتزام بولاية الله ورسوله وولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (؏) كما هو العمل بعد الايمان والتوحيد والالتزام بأحكام الله تعالى وتشريعاته ان يكون مختومًا بالمسك والرضا الذي يتجلى في رضا فاطمة واعظامها الذي هو انكشاف لرضا الله واعظامه تعالى
ومارضا فاطمة الا بما يظهر العبد من ولاء وطاعة واتباع لولي الله وخليفته بعد رسوله الا وهو امير المؤمنين علي (؏) الذي يمثل بولايته نبوة ورسالة رسول الله محمد وبالتالي التمثيل الاجلى والاوضح لله تعالى
وعلى هذا يكون فيه رضا الله وهو ذاته رضا فاطمة والذي رضاها رضاه وغضبها غضبه اذ ماكانت لترضى الا لما يرضي الله تعالى وماكانت لتغضب الا لما يغضبه ويسخطه
وعلى هذا ينبغي لكل مسلم بعد اسلامه والتزامه ان يحقق رضا فاطمة ليحوز بذلك رضا الله تعالى ورسوله (ص) وينجو من سخطه وغضبه وعذابه ونكاله

نسأل الله المولى الكريم ان يجعلنا من اهل رضاه ورضوانه بعد رضا فاطمة وابيها وبعلها وبنيها انه ربنا ذو المجد والعلا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٧|٥|١٤٤٢ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى