مقالات

مقالات: شهر الإنجاز

رضي منصور العسيف

من الكتب الجميلة التي قرأتها منذ فترة (1430هـ) كتاب شهر رمضان شهر الإنجاز لصديقنا العزيز السيد محمود الموسوي (البحرين) يقع الكتاب في 124 صفحة من الحجم المتوسط، ويمكن تحميل الكتاب من موقع المؤلف.

إن شهر رمضان كنظام تشريعي دقيق كتب الله تعالى على المؤمنين صيامه، يمكن أن نستلهم منه مجموعة من القواعد الهامّة لتحقيق الإنجازات في الحياة، لأن شهر رمضان جاء ليحقق غاية عظيمة عبر برنامج متكامل يستغرق شهراً كاملاً، وعبر مجموعة من الالتزامات التي يؤديها الإنسان ليصل إلى ذلك الهدف، ويمكننا من خلال التدبّر في الآيات القرآنية التي تحدّثت عن شهر رمضان وعن الصيام، أن نكتشف مجموعة مهمّة من أسرار الإنجاز.
يذكر المؤلف 8 قواعد لنكون من المنجزين وهي:
القاعدة الأولى: تحديد الهدف.
القاعدة الثانية: السعي وبذل الجهد.
القاعدة الثالثة: الإيمان بالهدف.
القاعدة الرابعة: التحفيز للهدف (إيجاد المبررات)
القاعدة الخامسة: التوقيت … التناسب
القاعدة السادسة: الخطة البديلة.
القاعدة السابعة: العمل وإكمال العمل.
القاعدة الثامنة: النتائج والآثار.

برمجة الذات على الإنجاز
وهذه القواعد تصب في نقطة واحدة وهي صياغة الذات من جديد، وبرمجتها البرمجة الإيجابية لتكون منطلقًا للتغيير والإنتاجية والفاعلية.
إن نفسك هي منطقة البداية في مشروع التغيير، وعندما نتعامل مع النفس من منطلق الإصلاح والتزكية الدائمة، وشحنها بمبدأ المسئولية، والاستمرارية في العمل فإننا سنخطوا الخطوة الأهم في عملية التغيير والانجاز.
وتذكر أنه من لم يتغيَّر في شهر رمضان تغييرًا إيجابيًّا، فليعلم يقينًا أن التغيير في غيره من سائر أيام العام صعب وليس باليسير إلا على من يسَّر الله تعالى له أسبابه.

شهر البركات
يقول الرسول الأكرم (ص): ان أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم”(1).
شهر رمضان يمثل شهر البركات والإنجازات والنجاحات وبإمكاننا الفوز بهذه البركات عندما نقرر، ونخطط ونحدد ما نريد إنجازه في هذا الشهر.

وإحدى قواعد الإنجاز التي ذكرها المؤلف هي قاعدة العمل وإكمال العمل
فلا قيمة لأهداف إذا لم يتبعها عمل متواصل حتى النهاية، وهذا يتحقق في الصوم فلكي يكون صومك مقبولا لابد أن تتمه حتى النهاية ووفق الضوابط الشرعية.
وهذه القاعدة تؤتي ثمارها حين تتحقق بعض النقاط منها:

1 ) اتقان العمل
ليس المطلوب هو أن نصل إلى النهاية بأي كيفية كانت، ومهما تكون النتيجة، بل إننا نحتاج إلى الإتقان، وإتقان العمل هو عبارة عن المحافظة على الكيف والجودة في العمل، كما يقول الرسول الأعظم (ص): (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) (2).
وعليك أن تعلم أن الناس تحكم عليك من خلال أدائك لذلك ركز على مخرجاتك، وأجعل الجودة والإتقان هي مقياس أعمالك، ولا تنظر إلى الكم ولكن إلى الكيف.

2 ) المعرفة بالعمل
إذا أردت ممارسة عمل ما فعليك ان تكون على معرفة بعملك. عليك أن تعرف كيفية البدء فيه، وكيفية المواصلة وكيفية الإنجاز. يقول الإمام علي يقول: (ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة)(3). ويقول عليه السلام: (لا تقدمنّ على أمر حتى تَخبُرَه)(4).
كما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح (5).
لهذا نحن بحاجة إلى جمع معلومات عن أي عمل نرغب بالقيام به، وصياغة هذه المعرفة والمعلومات لإنجاز العمل على أكمل وجه.

3 ) الصبر وقود المواصلة
بمقدار ما يمتلك الإنسان من صبر فإن بإمكانه أن يحقق الإنجازات، يقول الإمام علي (ع): (بالصبر تدرك معالي الأمور) وعنه (عليه السلام): من صبر على الله وصل إليه (6).
ولكي يتحلّى الإنسان بالصبر وتكون هذه الصفة ملازمة له، فإنه ينبغي أن لا يستعجل النتائج في بداية الطريق أو في منتصفه، لأن النتيجة تأتي في النهايات.
تذكر هذه القاعدة: أكمل المدّة المقرّرة لعملك، فالنتائج الكاملة لا تأتي إلا عند إتمام الأعمال.
وتذكر أيضاً أننا مطالبون بالإنجاز في شتى ميادين الحياة.
فلا تدع ثلاثون يوماً تنتهي وانت لا تزال تقف مكتوف اليدين، بل عليك أن تقرر منذ هذه اللحظة أن تكون منجزاً.
أخيراً : أنصحك بقراءة هذا الكتاب.

الهوامش:
1 ) مفاتيح الجنان ص 200
2 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٣ – الصفحة ٢١٣٢
3) بحار الأنوار، ج74، ص268
4 ) ميزان الحكمة، ج1، ص377
5 ) الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة ٤٤
6 ) ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٥٥٨

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى