دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي خلق فهدى ‏وحكم فعدل وظهر وبطن وقرب وبعد ‏والصلاة والسلام على خير النبيين وسيد المرسلين ورسول رب العالمين وآله الطيبين الطاهرين
(‏ظهور الدين حتمي وحكمه قطعي)
‏قال الله جل ذكره في كتابه المجيد( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الصف |٩
ما انطلاقة الانبياء والرسل برسالاتهم ودعواتهم الا ليكون الدين هو الحاكم والمدير لشؤون الأرض ومن عليها ليكون ذلك ضمانة لسلامة المسيرة وصلاح السريرة ، هكذا اقتضت حكمة الله وتدبيره لينال الانسان سعده وسروره
وعلى هذا قامت ونهضت الدعاة والرسل وأهل الارشاد والتوجيه بدعواتهم ونهضاتهم ليحققوا بذلك لهذا الانسان صلاحه وفلاحه وحسن منتهاه وعاقبته
الا ان الوضع لم ينتهي الى ماهو مرسوم ومدبر بل سارت الكثير من الامم على خلال ماتحركت لأجله انبياؤها ورسلها
الى ان انتهى الامر الى وقت وزمان رسول الله محمد (ص) فكان سعيه وتحركه اشد واعظم مما مضى من الذين سبقوه وتحمل ماتحمل اكثر مما تحملوا في سبيل اظهار الدين وحاكميته واسعاد هذه البشرية وانقاذها
الا ان الامر لم يجري كما يريد رسول الله (ص) الا على نطاق يسير ومحيط بسيط
اذ كان المقدر لهذا الدين ان يكون ظهوره وامتداده على كل البسيطة وعلى كل ناحية من نواحيها
ولكن مما يهون الخطب ويهدئ البال وعد الله تعالى وهو صادق الوعد بظهور هذا الدين واعلائه وامتداده وانبساطه على وجه البسيطة وفي كل اطرافها وجوانبها
وذلك يكون في غير زمان رسول الله (ص) وانما في آخر الزمان وعلى يد رجل هو اشبه برسول الله (ص) في شمائله واسمه وكنيته وعزائمه وهممه وهو من اهل بيته الاطهار ومن ذرية ابنته فاطمة(؏)
وعند ظهوره يظهر الدين على الدين كله ولو كره المشركون كما يقول الله تعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الصف|٩
اذن ظهور دين الله ورسوله سيكون حتمي وحكمه قطعي اي بعد الظهور تكون حكومة الله ودولته وبقيادة وليه وخليفته صاحب العصر والزمان الذي سيملأ الارض قسطًا وعدلاً بعد ان ملئت ظلمًا وجورًا كما يقول رسول الله (ص)(لن تنقضي الايام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملؤها عدلاً وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا)
نعم ظهور الدين واعلائه وبكل ماتعنيه الكلمة من معنى هو ان تكون له الحاكمية المطلقة والسلطة الحتمية ويعني ذلك ان احكام الدين تكون مجسدة ومطبقة ومعمول بها وبكل حذافيرها وتفاصيلها دونما اي نقيصة او زيادة
وحينها تنعم هذه البشرية تحت ظل هذه الدولة المهدوية والعالمية اوج نعيمها وسعادتها وامنها وامانها وسلامها وسلامتها وصلاحها وصحتها
اذ انه كما ان في ظل هذه الدولة الالهية لا يوجد الا عدل وقسط وامن وامان كذلك وبفضل عناية الله تعالى وتسديده لهذه الدولة ان تكون اطرافها وجهاتها سالمة وآمنة من الاسقام والادواء
فهي قوية في احكامها وتشريعاتها واقتصادها وادارتها وصحتها وامنها ووعيها وادراكها
فحري بمن يتطلعون الى غد مشرق والى وضع مبهج ان تتوجه افئدتهم وقلوبهم ومشاعرهم نحو التحليق في اجواء هذه الدولة العتيدة
وان يقرروا وان يكونوا من اقطابها ومنتسبيها وذلك عبر السيرة العطرة والمسيرة الطيبة لما يواكبها من صلاح واصلاح ودعوة الى الخير وارشاد الى الاحسان وسعي في اقامة العدل ونبذ للشر والعدوان وتطهّر من الظلم والاثام

نسأل الله المولى العزيز ان يجعلنا من اهل دعوته وان يوفقنا للصلاح والاصلاح واقامة العدل والحق ومجانبة الظلم والعدوان وان يجعلنا من انصار مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى له النصر والظهور ليكون بذلك ظهور الدين على الدين كله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٦|٨|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى