تنمية

متسابقات أخلاق البر مابين ابتكار الجارودي ورحلة الصفار

مسابقة أخلاق البر

“لأكون مبتكرًا علي أن أكون مبدعًا وليس كل مبدعٍ مبتكر” بهذه العبارة رسم سعيد الجارودي الحاصل على الدكتوراة في الكيمياء وصاحب براءة اختراع في علاج السرطان بماء الذهب ، ملامح العلاقة التي تربط بين الإبتكار والإبداع وذلك في محاضرته التي حملت عنوان *الإبتكار والتميز العلمي* مساء الخميس 13 يناير 2019م، والتي نسقتها مسابقة سيدة أخلاق البر لمتسابقات النسخة التاسعة منها.

أدار الجارودي نقاشًا جماعيًا مفتوحًا بما أسماه مساحات إبداعية مع متسابقات أخلاق البر، ركز فيه على تعزيز مفهوم الابتكار فيما يخدم العمل الذي يلبي حاجة المجتمع.

بدأ الجارودي ببيان أهمية القيادة الإدارية وكونها عامل أساسي مؤثر في التطوير والتحفيز للارتقاء بالعمل مع ضمان البقاء في المنافسة إذا ما استمر بتحسين جودة مايقدم وأبدع في ابتكاراته.

وعرف الإبتكار بأنه انتاج جديد مختلف عن الانتاجات النمطية التقليدية ويقصد به كل ما هو خارج عن المألوف يترجم على هيئة فكرة أو اختراع ويلبي حاجة أفراد المجتمع .

ونفى الجادروي اقتصار الابتكار على نمط معين أو مجال محدد بل يمكن أن يكون الابتكار في التعليم،والتكنولوجيا، والتسويق والترويج وايضاً في ريادة الأعمال.

كما أشار الجارودي إلى حاجة كلِّ مؤسسةٍ لإيجاد قدراتٍ مبدعةٍ فِي أفرادِهَا تعينهَا عَلَى مواكبةِ التّطورِ السّريعِ كضرورةِ اهتمامهَا فِي تطويرِ القدراتِ المبدعةِ لبذلِ المزيدِ حتَّى تبقَى فِي القمّةِ دائمًا.

من هنا كان مهماً تحديد العلاقة بين الابتكار والإبداع وهذا ما نوه عنه الجاردوي بقوله إن الإبداع يتعلق باستكشاف فكرة جديدة مميزة، بينما الإبتكار يتعلق بوضع هذه الفكرة موضع التنفيذ
وفي حين كان الإبداع يستهدف اشخاصًا فإن الإبتكار يستهدف عمل المنظمات بنشاطاتها التسويقية والإنتاجية مما يعني أن طريق الابتكار يمر غالبًا عبر محطة الإبداع مشيرًا إلى مفهوم الاختراع أيضاً والذي يعني خلق شيء جديد ومختلف كليًا ويستهدف معارف جديدة كذلك.

عدد الجارودي أساليب التفكير الإبداعي بعد أن أشار إلى دور الخيال في الإبداع فالخيال منصة رحلة العقل للإختراع والإبتكار ، وتضمنت تلك الأساليب أسلوب الإبداع بالدمج والتفكير بالمقلوب والعصف الذهني وايضا الطريقة الاستراتيجية للابتكار باستخدام الأدوات : (بدل ،ادمج، عدل، كبر،صغر، احذف، اعكس، واعد الترتيب )

وأنهى الجارودي حديثه بالدعوة للعمل على المراحل الأربعة للتميز والتي حددها بالتخطيط والتنفيذ والتقييم والتعديل.

على جانب آخر شهدت فعالية مساء الخميس مشاركة زهراء الصفار الدكتورة في البيئة البحرية الحيوية و صاحبت الجائزة الأولى لأفضل عرض لملصقة علمية في المؤتمر الأوروبي للعلوم الحيوية البحرية الذي عُقد في الفترة ما بين ٢٥-٢٩ من سبتمبر بمدينة بيران في سلوفينيا.

قامت الصفار بعرض نتيجة دراستها ورحلاتها على متسابقات أخلاق البر مؤكدة أهمية اكتشاف قدراتهن الكامنة وتحدي كل العراقيل بقولها هذا الوقت سيمضي وسيبقى الأثر .

دعت الصفار المتسابقات إلى تعلم مهارة التواصل وتقبل الآخرين على اختلافهم وأن يكن سفيرات يمثلن بلدهن خير تمثيل مستشهدة بقصص لرحلاتها العلمية لاستراليا والنرويج وغيرها من البلدان الغربية التي تعلمت منها احترام الانسان لانسانيته وليس لمن هو وماهية لونه أو دينه.

واستعرضت الصفار موضوع دراستها وتخصصها حيث درست الصفار تخصص الأحياء بجامعة الملك فيصل بالأحساء قبل أن تحصل على درجة الماجستير في علوم الأحياء البيئية من جامعة ولونغونغ الأسترالية وتخصصت بالعلوم البحرية،

كما ذكرت الصفار أن هذا التوجه العلمي نمى لديها شغفها بهذا الفرع من العلوم البيئية وكان عليها الاختيار بين استكمال درجة الدكتوراه بالولايات المتحدة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهي التي وقع اختيارها عليها كونها متاخمة للبحر الأحمر حيث ركزت فيها دراستها التأملية للكائنات القاعية كما أوضحت.

وأضافت الصفار كوني سعودية درست في الخارج وشاهدت كيفية عمل البحث الميداني، أعتقد بأننا في السعودية قادرون على تحقيق مستوى عالٍ من الجودة في البحث العلمي متمنية للمتسابقات أن يكن لهن هذا الدور الفعال.

ختمت ادارة المسابقة فعاليتها لهذا المساء بتكريم ضيفيها الدكتور سعيد الجارودي والدكتورة زهراء الصفار لمشاركتهما في البرنامج التدريبي وإثرائها البرنامج بما قدماه من مادة وفكر ومعرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى