دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي بإسمه تشفى النفوس والابدان وبذكره تسعد الارواح والقلوب والصلاة والسلام على اشرف الخلق واكرم من في الوجود المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(هم واهتمام)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(من كثر همه سقم بدنه)
امور وقضايا واحداث فيها وبها ينال الانسان السلامة والسعادة والراحة والسرور
وقضايا وامور واحداث ينتج ويتخرج منها السقم والكآبة والسأم والسوء
فمن يختار سبيل الخير والصلاح ويسعى في درب الاحسان والمعروف ينتهي به الوضع الى راحة البال وسلامة الحال ومن يسلك طريق السوء والشر والفساد والعصيان يكسب العطب وسوء الحال والعناء والتعب والسقم والرداء والعنت والضيق
فالذين يشغلون بالهم واهتمامهم بأمور وقضايا لها اعتبار وعناية وقيمة وتقدير كالانشغال والاهتمام بكسب الفضائل والمناقب وصناعة الخير وفعل الاحسان يلبسهم ذلك سلامة وعافية وراحة وانبساطًا وسرورًا وانشراحًا
واما الذين يشغلون انفسهم بأمور وقضايا صغيرة او حتى تافهة او لا قيمة لها فتكون سببًا في اسقامهم وعنتهم وعنائهم وضعفهم وضيق حالهم بل لا سمح الله الى شقائهم وبؤسهم
فكم من اناس نالوا السعادة والفلاح والحب والاحترام حين كانت مساعيهم وجهودهم تصب وتوجه نحو مساعدة واعانة الناس وتخليصهم مما هم فيه من ضعف وضيق
اذ يعتبر هذا الفعل اعظم فعل من الخير والاحسان بعد الايمان بالله تعالى وتوحيده
ومن هنا يمكن القول وبكل تأكيد ان من كثر اهتمامه وعنايته وشغله بدينه ومعتقده واحكام ربه وعباداته كلما صار الى راحة وروح واطمئنان واستقرار وخلو من الهموم والاسقام ليس في حياته وحسب بل وبعد مماته وخروج روحه وهذا ماضمنه رسول الله (ص)حين قال(ما من عبد اهتم بمواقيت ومواضع الشمس الا ضمنت له الروح عند الموت وانقطاع الهموم والاحزان والنجاة من النار)
ومن جهة اخرى حين يكون لديه اهتمام وعناية بالمؤمنين ويسعى في قضاء حوائجهم وحفظ حرمتهم وصيانة ساحتهم
حينها ينال حقيقة الايمان والاسلام والانتساب الصادق للمسلمين واهل الايمان والذي به ينال رضا الله تعالى ونعيمه
ومن لم يكن كذلك اي لا يحمل اي شيء من الاهتمام والعناية والرحمة على المسلمين
فليس منهم ولا من دينهم وان تظاهر بذلك وتزيا
لأن رسول الله(ص) يعتبر المسلم والمؤمن من يقوم بالاهتمام والعناية بالمؤمنين والمسلمين ومن لم يكن بهذا الوضع فهو ليس من المسلمين ولا المسلمين منه
كما هو حال من يفقد اهتمامه بالله وبدينه فليس من الله اذ يقول الرسول محمد(ص)(من اصبح من امتي وهمته غير الله فليس من الله ومن لم يهتم بأمور المؤمنين فليس منهم)
نعم حين يصرف الانسان همته الى غير الله يخرج من ولاية الله وعنايته وبالتالي يصاب بالخذلان والخيبة والحرمان وتكثر عليه الهموم والاسقام
وكذلك من يقطع اهتمامه وعنايته عن المسلمين والمؤمنين يقطع بذلك انتسابه الواقعي للاسلام والمسلمين
فما بالك حين تكون له افعال وتصرفات فيها مافيها من التعدي والعدوان والظلم والجور على المسلمين فهل يبقى له مجال ان يدّعي الاسلام والانتساب وارتباطه بالمسلمين؟
كلا وبكل ماتعني الكلمة من معنى اذ ان المسلم من يسلم المسلمون من اذاه والمؤمن من يأمن الناس من شره

نسأل الله المولى الكريم ان يرزقنا ايمانًا واسلامًا كما يحبه ويرضاه وان يقينا السوء والسقم ويكتبنا من اهل الروح والريحان
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ٢٣|٤|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى