دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين آل خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا يرجى الخير الا منه ولا يدفع السوء الا به والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(الغنيمة في قول الخير)
قال الرسول الاكرم محمد (ص)(رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم او سكت عن سوء فسلم)
الغنيمة كل الغنيمة في قول الخير وفعله والدلالة عليه والدعوة اليه اذ ان خيرًا من الخير فاعله وخيرًا من العلم حامله والدال على الخير كفاعله
نعم نعمة المال والثروة والملك خير وغنيمة ولاسيما اذا ما وجهت في طريق وسبيل الخير والصلاح والنفع العام للعباد
ولكن ماهو اعظم غنيمة وبركة ومردودًا وريعًا هو قول الخير والعمل به والامر بفعله
وبه يكسب المرتبة العالية وينال السيادة والحظوة كما هو حال هذه الامة التي اتخذت من فعل الخير والدعوة اليه سبيلاً الى اكتساب اكبر غنيمة مابين الامم فصارت بذلك خير امة اخرجت للناس
كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) آل عمران |١١٠
نعم ماكان في وقت وزمن الرسول (ص) الفرد والشخص من هذه الامة يكتفي بقول الخير والمعروف ويصنعه لنفسه بل ينطلق به ويدعو الاخرين اليه وفعله ليغنم ويربح هو والآخرين وهذا ما ندب ودعا اليه إله الوجود الله تعالى بقوله (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران | ١٠٤
نعم من اراد ان يربح ويحوز على الغنيمة ويصير الى الفلاح فدربه ومسلكه الى ذلك هو الدعوة الى الخير بعد القول والعمل به والانطلاق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اي القيام بعملية الاصلاح والتعمير للنفوس والقلوب والاوضاع العامة معًا ، وبهذا يتحقق التقدم والنهوض والفوز والفلاح والنماء والازدهار وينال الانسان وبني جلدته الرحمة والرخاء والسرور والإخاء
وهذا مايمكن ان ندركه ونفهمه من قول رسول الله (ص)(رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم او سكت عن سوء فسلم)
نعم وبكل تأكيد ان قول الخير وكلمة المعروف ودعوة الاصلاح فيها مافيها من الغنائم الجسيمة والمكاسب العظيمة والارباح الوفيرة على الانسان كمفرد وعلى سائر الناس وبكل فئاتهم وطبقاتهم
وكذلك يكون الانسان في مأمن وسلامة حين يتجنب ويمتنع عن قول السوء وفعله وينهى الآخرين عنه كما يقول رسول الله (ص)(او سكت عن سوء فسلم)
بالطبع حين يقول الانسان الخير ويفعله يقطف ثمرته ويحصد اثره وهو الاحسان والثواب العظيم والاجر الجزيل والتقدير الرفيع
ولكن حين يتفوه وينطق بالسوء يلاقي الاثر السيء ويحصد الشوك المؤذي وهذا ما لا يرتضيه ولا يحبه
اذ ان الانسان يحب الخير ويكره السوء فما دام كذلك فالخير في قول الخير وفعله والسوء والمكروه في قول السوء وفعله
وهكذا ينال الانسان الخير والمقام الرفيع لما هو قائله من الخير وصانعه
وكذلك اي امة حين تتطلع الى الخير ان تتمثل قول الخير وفعله ومجانبة السوء قولاً وفعلاً ففي ذلك الرحمة والسلامة
وهذا يعود الى ماهو عليه من التقدم في مجال الوعي والادراك وما تمتلكه من سعة فهم وحكمة مما يجعلها في الصدارة وفي كل الميادين والمجالات
اذ ان الامة بقولها وفعلها الخير تكسب المغانم الواسعة وتدرك المراتب السامية وتأمن المخاطر والاحوال السيئة وذلك بإعراضها عن قول السوء وفعله

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لقول الخير وفعله وترك السوء بقوله وفعله
إنه ربنا على كل شيء قدير وللدعاء مجيب
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٦|٤|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى