دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي نجى بالاصلاح اهله واهلك بالافساد قومه والصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول الرشاد المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
(رسول الصلاح وداعية الاصلاح)
قال الرسول الاكرم محمد (ص) (صنفان من امتي اذا صلحا صلحت امتي واذا فسدا فسدت امتي : قيل يارسول الله ومن هم؟ قال:الفقهاء والامراء)
الصلاح يقابله الفساد والخير يقابله الشر والحياة يقابلها البوار
فصلاح الارض واعمارها خير من موتها وبوارها
ويتمثل ذلك في زراعتها وتشييد عمارتها واصلاح اطرافها وإقامة القسط على ظهرها
وهكذا عمدت رجالات الاصلاح ودعاة الخير من انبياء الله ورسله والذين هم على نهجهم وخطاهم في السعي لعمارة الارض واقامة اعمدة الصلاح على وجه هذه البسيطة وبالمقدار والجهد الذي يمكن ان يصرف ويبذل في اصلاح الارض من حيث ظاهرها وشكلها
بحاجة الى صرف وبذل اضعاف ذلك في سبيل اصلاح انسانها ومن يعيش على ظهرها
اذ ان اصحاب راية الاصلاح في الارض لم يكن يقتصر سعيهم وبذلهم على الجانب الظاهري في الارض من اقتصاد وإدارة شؤون الحياة وحسب وان كان هذا مهم وضروري
الا ان سعيهم واهتمامهم ابعد واوسع من ذلك الا وهو اصلاح هذا الانسان من حيث سلوكه واخلاقه وانعاشه دينيًا كما هو انعاشه اقتصاديًا فبصلاحه صلاح الارض وحياتها وبموته وفساده موتها وفسادها
اذ ان حياة القرى وصلاحها يكون بصلاح اهلها ومديريها وبفسادهم وانحرافهم فسادها وهلاكها
وفي ذلك يقول المولى تعالى في كتابه الكريم (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
هود | ١١٧
وفي مقدمة اهل القرى في الصلاح والاصلاح هم من بيدهم وتحت تصرفهم وادارتهم اهل الحل والعقد والامر والنهي والسلطان والقدرة سواء في الجانب الديني او الجانب الاداري
فصلاح هذان الصنفان صلاح الامة والارض وبفسادهما فساد الامة وارضها
وهذا ما اثبته رسول الاسلام محمد (ص) حين قال (صنفان من امتي اذا صلحا صلحت امتي واذا فسدا فسدت امتي قيل يارسول الله ومن هم؟ قال:الفقهاء والامراء)
نعم هو كذلك لان بيديهما شؤون الناس وامورهم سواء المعاشية منها او الدينية
فصلاحهما وعنايتهما ورحمتهما على الامة يصير حال الامة الى صلاح وخير وهداية واستقرار وخلاف ذلك يؤول الامر الى الفساد والسقوط والانحدار
ومن هنا يقتضي على من يتولى امور وشؤون امة محمد (ص) ان يكون بالمستوى والوضع الذي يتوافق ومقام النبي الاكرم محمد (ص)
من الهداية والصلاح والرحمة والرقة والالتزام بهدي الله تعالى والتأسي بسيرة المصطفى محمد (ص) واهل بيته الاطهار والخلص من اصحابه
لأن صلاح العلماء والفقهاء والامراء مدعاة الى صلاح الامة اذ يقول الرسول (ص)(صلاح العالِم صلاح العالَم )
وكذلك ان الامة على مسلك حكامها اذا ما صلحوا صلحت الامة واذا مافسدوا فسدت الامة كما يقول رسول الله (ص)(الناس على دين ملوكهم)
فجدير بالحكام من امة محمد (ص) ان يتمثلوا في نفوسهم وحياتهم حياة نبيهم ورسولهم من الصدق والصلاح والاحسان والحب والسلام
اذ انه (ص) نبي المحبة والسلام والصلاح والاصلاح والخير والصفح والعفو والاحسان والتسامح والاكرام

نسأل الله العزيز الحكيم ان يوفقنا جميعًا للصلاح والاصلاح والخير والاحسان والتمسك بهدي نبيه واهل بيته الاطهار وصحبه الكرام
‏انه ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

‏كلمة الجمعة ١٧|٣|١٤٤١
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى