دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي تفضل و تكرم واحسن وانعم وحفظ وسلم ‏والصلاة والسلام على نبي الرحمة وشفيع الأمة و الهادي من الغمة ‏وآله الاخيار الطيبين الطاهرين
(على خطى الحسين في يوم الاربعين)
‏قال رسول الله محمد (ص)(حسين باب من ابواب الجنة)
خطى الحسين هي خطى الانبياء والمرسلين ونهجه نهج النبي الامين ومسلكه مسلك علي امير المؤمنين
اذ هو لهم وارث وامين وعلى مامضوا عليه ماضٍ غير مستكين ، فكما كانوا دعاة الى الهداية والخير فهو كذلك كما دعوا وكانوا وكما امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر امر كما امروا ونهوا ، وكما رفعوا راية الاصلاح وعلوها راح معليها ورافعها
سائرًا بذلك على نهج وخطى جده وابيه مطلقها مدوية اصداؤها منتشرة في الاثير بقوله (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي علي )
نعم وكما قال فالسيرة هي السيرة كما هي السريرة والروح هي الروح التي كان يحملها محمد وعلي ماثلة ومتجلية في نفسه وذاته وهذا ماعناه وقصده رسول الله (ص) بقوله المقدس (حسين مني وانا من حسين)
وما رسول الله الا جامع الفضائل والمناقب والمعالي والمحامد والمحاسن والاخلاق والمآثر والمكارم وفي هذا قالها خالقه وربه ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم / ٤
نعم هذا هو رسول الله ومن يكون منه الا ان تغمس روحه من روحه وتضبع ذاته بذاته
فهو من الرسول كائنًا والى المعالي صائرًا وللرسالة محاميًا
إنه حسين الاباء والفداء الذي لم يكن من رسول الله حسبًا ونسبًا وحسب بل من رسول الله في كل صفحاته ومشاهده وتمثلاته ومواقفه وانطلاقته ومساعيه وتضحياته وبهذا صار رسولاً وسفيرًا كما يقولها الشاعر الملهم :
فكأن موقفك الابي رسالة
وبها كأنك قد بعثت رسولاً

وبهذا الموقف الذي به مثل الامام الحسين (ع) جده رسول الله ومن سبقه من انبياء الله ورسله في ذوده ودفاعه عن الدين وسعيه في تحقيق الاصلاح وعليه فقد سجلها رسول الله (ص) انه من حسين بقوله( وانا من حسين )
في سيره وسلوكه وموقفه وقراره وعلى خطى الحسين وسيره نصل ونرتبط بخطى الرسول وهديه
وما خطى الحسين الا خطى الرسول ومن يخالف الحسين وينابذه انما يخالف رسول الله وينابذه
وذكرى الاربعين للامام الحسين (ع) تعني الوقوف على تلك السيرة المعطرة والنهضة المطرزة والانبعاثة المجللة التي فيها اعادة الروح للانسانية والحياة للبشرية وتحقيق الحرية وتطهير النفوس من الجهل والتخلف والضعف والضعة كما ارادها وسعى لها جده رسول الله (ص) من تحرير هذه الانسانية من جهلها وضعفها والنهوض بها الى مراقي التقدم والعلو والقوة والعنفوان والصحة والصلاح والفضيلة والتقوى
فأربعين الحسين تعني الكثير الكثير من الاستنفار لمواجهة عوامل الضعف والخمول والتقصير
وحين تنطلق البشرية سواء بأجسادها او ارواحها او كلاهما معًا الى ساحة كربلاء او الى حضرة المولى ابي عبدالله الحسين (ع) انما ذلك لاستلهام الروح والعزيمة والاقتفاء لتلك الاثار والمعاني لصاحب الذكرى والسير على خطاه والالتزام بنهجه وهداه ، من علم وعبادة وصلاح واصلاح ودعاء ودعوة وحب ووفاء وصدق واخلاص وحفظ الدين ودفاع وتزكية وعطاء وفضل وفضيلة وكرم وكرامة وقوة وعزة
كل هذ يهيئنا ويعدنا من ان نكون من اولياء واحباب الحسين واحباب جده وابيه وامه واخيه المنتهية الى محبة الله ورضوانه

نسأل الله المولى الكريم ان يوفقنا لهدي الحسين (ع) الذي هو هدي الله ورسوله
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٩|٢|١٤٤١ هـ
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى