دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي بحمده تتم الصالحات وتنال البركات ‏والصلاة والسلام على المحمود الأحمد والرسول المسدد والنبي المؤيد ‏أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
(وكفى بذلك فخرًا)
‏قال الإمام علي بن الحسين السجاد(ع)(انا بن من قُتل صبرًا وكفى بذلك فخرًا)
القتل قتلان، قتل بحق وقتل بباطل ، ان يقتل الانسان في سبيل المبدأ والحق فهو قتل بحق
وكذلك من يقتل في سبيل حقوقه من مال ودم وعرض ووطن فهو مقتول بحق ففي الحديث المبارك عن رسول الله (ص)(من قتل دون ماله ودمه وعرضه فهو شهيد)
وبالخصوص اذا ماكانت قتلته صبرًا من خلال تقييده وحبسه ومنعه سواءً عن المال او الطعام او غير ذلك حتى يموت كمدًا وربما يقتل مع ذلك بالسيف
كما فعل بشهيد كربلاء العطشان الغريب بن رسول الله(ص) الامام الحسين (ع) ومن معه من اهل بيته وانصاره الاخيار(ع)
وقتل اخر بباطل كالذي يتعدى على الاخرين ويظلمهم فحين يقتل يكون قتله بباطل ونهايته سيئة وسوداء ولا أسف ولا حزن عليه بخلاف من يقتل في سبيل الحق والحقوق والدين والمقدسات والحدود والحرمات
فيكون قتله له وضعان وحالان الا واولهما الاسف والحزن والالم والوجع وثانيهما الفخر والاعتزاز
نعم كم من الاثر والحزن الذي يخلفه قتل انسان عظيم وكبير في النفوس وبالخصوص اذا ماكان هذا الشخص له مكانة ومرتبة عظيمة عند الله تعالى كسبط رسول الله(ص) الامام ابي عبد الله الحسين(ع)
اذ بقتله بكت السماء ومن فيها قبل الارض ومن فيها وعليها وذلك لعظيم مقامه وعظم مصابه ومع كل هذا فالأمر يتجه نحو الاعتزاز والافتخار
لأنه ارتقى بهذه النهاية الى اعلى المراتب عند الله تعالى ونال بذلك الخلود ودوام البقاء
وتحقق بهذا القتل والاستشهاد البقاء والدوام لدين الله تعالى ورسوله (ص)
وهذا تثبيت ماذكر بأن الدين والاسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء
اي كما ان الاسلام في وجوده وتثبيته على يدي رسول الله (ص) وجهاده وسعيه وتحمله في سبيل ذلك الكثير من التضحيات والمواجهات وكاد في بعض المشاهد ان يموت ويقتل لولا دفع الله وحفظه
ولكن وبعد مضي مايقارب نصف قرن من رحيل رسول الله(ص) يتعرض هذا الدين الى اشد مواجهة واخطر مشروع ابادة من قبل الجاهلية السوداء المتمثلة في مخلفاتها واحفادها ابناء ابي سفيان الدّ اعداء الاسلام المتنكرين والجاحدين له
وعلى لسان يزيد الكفر حين قالها:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل

وحينها كانت روح ونفس وسبط رسول الله (ص) الحسين بن علي بن ابي طالب (ع)
حاضر وجاهز لمواجهة هذا التيار والمشروع الذي يراد به الاخذ بالإسلام الى مالا يريده الله ورسوله
اي سوق الاسلام نحو الجاهلية ومثالبها من فجور وخمور وفواحش ومآثم ورذائل وتعطيل الحدود والاستئثار بالفيء
وتحليل حرام الله وتحريم حلاله وهذا ماكشف عنه وابانه الامام الحسين (ع) بقوله( الا وان هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا اطاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله وانا احق ممن غيّر)
وعلى هذا فقد تكفل وتحمل الامام الحسين (ع) اعباء مواجهة هذه التصرفات الشاذة والسلوكيات المخالفة للإسلام والمناهضة له
فقدم في سبيل ذلك ماوسعه من اصلاح وتصحيح والدعوة الى العودة الى الجادة السليمة والطريقة الصحيحة التي خطها ورسمها رسول الله (ص)
الا ان الذين تفردوا بالامر لم يزدهم ذلك الا غيًا وعتوًا واستبدادًا وابتعادًا عن صوت الحق والصواب
بل ذهبوا الى ابعد من ذلك الا وهو اسكات والجام كل من يدعو الى الاصلاح والالتزام بمبادئ الشرع
ومن لم يكف عن الدعوة يكون مصيره الابعاد والمطاردة والقتل وهكذا فعلوا بالكثير وعلى رأس قائمتهم
ابو الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع)
نعم قد قتل ريحانة رسول الله وهو ذلك خير وفخر واعتزاز
وسعادة مادام يؤدي الى حفظ وسلامة الاسلام واعلاء شأنه
وقد اعتبر الموت سرور وسعادة وقد قالها وبكل اطمئنان ورباطة جأش :
إني لا ارى الموت الا سعادة
والحياة مع الظالمين الا برمًا
هكذا يقدمها ابو الضيم الى الاباة وطلاب السعادة في تقديم ارواحهم وانفسهم من اجل مبادئهم وعقائدهم لينالوا بذلك عزهم وفخرهم وسعادتهم وفوزهم ونصرهم كما نالها وحازها

‏نسأل الله المولى العزيز أن يوفقنا لخدمة دينه ونصرة شرعه والسير على هديه وهدي نبيه وآله الاخيار الاطهار
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأخيار الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٣|١|١٤٤١ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى