دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏الحمد لله رب العالمين الذي أكمل الدين وأتم النعمة ورضا بالإسلام دينا وبولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والصلاة والسلام على رسول الإسلام ونبي الانام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين
(‏إكمال الدين بولاية علي أمير المؤمنين)
‏قال المولى تعالى في كتابه الكريم
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ)المائدة | ٣
قبول الشيء في اكماله واتقانه كذا ورد في الحديث المبارك القائل (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه )
وكذلك الانسان لا يقبل شيئًا او امرًا فيه مافيه من النقص او الخلل ولا يقبل منه ذلك
وهكذا اعتاد الناس ان يقدموا الاشياء على اكمل وجه واتم حال حتى يحضى ذلك بالقبول والرضا
فمن كان لديه مشروع يسعى وبكل جهده ان يكون مشروعه كاملًا وتامًا ولا ينقصه شيء
او من يريد ان يبني بيتًا فهو على حرص شديد وتتابع دقيق في ان ينجز ذلك البيت والبناء على مايرام ويترضى
هذا ماهو دائر وكائن في شؤون الدنيا والحياة ولكن ماهو اهم واعظم ان يكون الالتفات والاهتمام والتدقيق والحرص في اعظم بناء وهو بناء الدين والعقيدة
وهذا ما اولاه الله تعالى كل الاهتمام والعناية ومن بعده انبيائه ورسله والصالحين من عباده في ايجاد مشروع الدين وبكل كماله وتمامه لا خلل فيه ولا نقص
وبعد ان يقوم كل نبي ورسول بمهمته ومسؤوليته من تبليغ الرسالة وتبيانها يتوجها بخاتمه وفيها اكمال الرسالة واتمام الدعوة وحفظها وسلامتها وصونها ورعايتها
وهكذا رسول الله محمد (ص) حاله كحال من سبقه من انبياء الله ورسله وبعد ان بلغ الرسالة وعلى اكمل وجه واتم طريقة وكان في طريقه الى الرحيل من هذه الدنيا
فكان لا بد من السماء ان لا تترك هذه الرسالة وبعد رحيل مبلغها دونما يكون لها وليًا وسادنًا وحافظًا وراعيًا كحال بقية الرسالات اذ كان لكل رسالة بعد رسولها خليفة وامامًا
فكان امين الله على رسالته وبعد رسول الله (ص) امير المؤمنين وسيد المتقين وقدوة الموحدين علي بن ابي طالب(ع)
الذي كان من رسول الله (ص) كهارون من موسى الا انه لا نبي بعده كما قال (ص) وحتى يكون رسول الله (ص) قد بلغ رسالة ربه فلا بد ان يبلغ ذلك الامر الذي لو لم يبلغه كأنه لم يبلغ الرسالة وبكل تشريعاتها واحكامها واوامرها ونواهيها وقد جاء الخطاب الرباني وبكل مافيه من حزم وقوة اشبه ما يكون بالتهديد اذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
المائدة | ٦٧
فالأمر الذي قد شدد عليه الله تعالى وأكد وبعد كل التشريعات والاحكام هو مابه اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب بالاسلام دينًا
الا وهو نصب امير المؤمنين علي بن ابي طالب خليفةً وامامًا ووليًا لهذه الامة من بعد رسول الله (ص)
وان يكون له الامر برمته وتمامه كما كان لرسول الله (ص) وبعد ان تم ذلك واحكم واخذ رسول الله (ص) البيعة من امته لأمير المؤمنين علي (ع) كما اخذها من قبل لنفسه ولربه وهذا ماسجله وثبته الله تعالى في كتابه المجيد بقوله (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ)الفتح|١٠
نعم قد قدمت البيعة لله تعالى عبر رسوله وبيعتهم له وذلك في صدر الاسلام وهكذا تمت وقبل ان يرحل رسول الله من الحياة لأمير المؤمنين وماهي الا لله ورسوله
وحين تمت واحكمت هذه البيعة المقدسة جاءت السماء لتضفي على هذه البيعة العظمة والمكانة الجليلة والمرتبة الرفيعة وتعتبرها الفريضة التي بها كمال الفرائض وتمام النعم ورضا رب السموات والارض بالاسلام دينًا اذ يقول الله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ) المائدة | ٣
هكذا وبنعمة الولاية اكمل الله تعالى الدين واتم النعمة ورضا بالاسلام دينًا وحينها قالها رسول الاسلام محمد(ص)(‏الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن ابي طالب من بعدي )
وبعدها وفي يوم الغدير الذي تمت فيه البيعة لأمير المؤمنين فتح رسول الله (ص) باب التهنئة والتبريك له ولأهل بيته الاطهار (ص) واعتبر ذلك اليوم عيدًا وقد خاطب الجميع بأن يقدموا له المباركة والتهنئة حيث يقول (ص)(هنئوني ان الله تعالى خصني بالنبوة وخص اهل بيتي بالامامة)

‏نسأل الله المولى الكريم أن يجعلنا من أهل ولايته وولاية نبيه واهل بيته الاطهار الاخيار
‏والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ‏
‏كلمة الجمعة ٢١|١١|١٤٤٠ هـ
‏الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى