دينية

كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسين ال خميس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين العلي الذي لا يعلوه احد والعظيم الذي ليس فوقه عظيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله الاطهار الطيبين الطاهرين
(ولاية علي ولاية الله)
‏قال الرسول الاكرم محمد (ص)(‏ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله وحبه عبادة الله)
ولاية الله في الكون بمطلقها ورحبها لله تعالى لا يشاركه فيها احد ولا ينازعه عليها احد وهو الواحد الاحد الذي ليس كمثله احد وهو المتصرف في هذا الكون والمدبر له
لا شأن لأحد ولا امر له معه تعالى وقد قالها رسول الله (ص)(الله وليي ولا شأن لي معه وهو اولى بي من نفسي وانا وليكم ولا شأن لكم معي وانا اولى بكم من انفسكم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه وهو اولى به من نفسه ولا شأن له معه)
وهذا الكلام الشريف تطبيق وتجسيد وتمثيل لقول الله تعالى في كتابه الكريم (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة | ٥٥
نعم الولاية على الخلق لله تعالى ثم لرسوله (ص) ثم لوليه علي بن ابي طالب(ع)
وقد حصرها الله تعالى في هذه المقامات المقدسة ابتداءً بذاته المقدسة ونزولاً بذات نبيه المقدسة مرورًا بذات الولي علي المقدسة
وهو بذلك احكم من حكم واعلم من علم واقضى من قضى فهو تعالى بعلمه وتقديره وبذاته المقدسة يقدر ماهو مناسب والذات المقدسة فيما يصلح هذا الكون وهذا الخلق
وبالتالي يختار وينصب على هذا الخلق ماهو متوافق والذات المقدسة
ومع هذا الاختيار تكسى القداسة والطهارة والنزاهة على هذا الممثل لقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الاحزاب | ٣٣
هكذا يدير الله الكون والخلق ويدبره مباشرة وغير ذلك وعبر انبيائه ورسله انتهاءً بنبيه محمد (ص) وامتدادًا بوليه وخليفته امير الحق والمؤمنين علي بن ابي طالب(ع) والحكم في ذلك له تعالى ولرسوله ليس لأحد معه الخيرة من امره اذ يقول الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) الاحزاب | ٣٦
وأهم ما في القضاء والتدبير هو القضاء الشرعي والحكم الديني واعلى مافي هذا القضاء والحكم هو منصب القضاء والحكم الذي هو من اختصاص الله تعالى ورسوله وقد قضى الله ورسوله بالولاية بعد رسول الله هو ولي الله وصفيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب وهو خير البشر بعد سيد البشر وافضل الخلق بعد سيد الخلق
وقد قال رسول الله (ص)(علي سيد البشر فمن ابى فقد كفر)
وكيف لا يكون كذلك وهو قسيم النار والجنة كما قال الرسول الاعظم محمد (ص)(علي حبه جنة علي قسيم النار والجنة)
ومن يكون هذا حاله في الآخرة فهو حاله في الدنيا اهون وايسر
فهو بذلك يكون امام الانس والجن وهو المتولي والناظر لشأن الكون بعد الله ورسوله ويصير حبه عبادة لله تعالى كحال الطاعة والعبادة لله تعالى
ومن عبد الله واطاعه ولم يأتي بولاية وحب علي لم يكن ينفعه ذلك شيء
بل يعتبر انكار ولاية علي وبغضه كفر ونفاق وحتى ادنى من الانكار وهو الشك فهو كفر اذ يقول الرسول (ص)(علي خير البشر من شك فيه كفر)
وحب علي (ع) علامة لأهل الايمان وبغضه سمة لأهل النفاق وفي هذا يقول رسول الله (ص)(علي لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق)
وفي لفظ آخر (ياعلي:لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق)
فعلي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كما قال رسول الله (ص)(لأعطين الراية غدًا رجلاً كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه)
وهذا الحب المغموس بالايمان من قبل علي الذي جعل منه ان يحقق النصر والفتح للاسلام وحب الله ورسوله له في تعظيم شأنه واعلاء قدره كما سعى هو في اعلاء شأن الدين وحفظه فصار بذلك اهلاً ان يكون وليًا للدين وامينًا عليه وبذلك تكون ولايته ولاية الله تعالى وولاية رسوله (ص) كما يقول رسول الله(ص)(ولاية علي بن ابي طالب ولاية الله وحبه عبادة الله )
فمن هنا يمكن القول من اراد ولاية الله ورسوله فعبر ولاية علي والسير على نهجه وهداه
اذ ان نهجه وهديه نهج وهدي الله ورسوله
وحبه حب الله ورسوله وهي عبادة وقربى الى الله تعالى حيث يقول الرسول الاكرم محمد (ص)(حب علي عبادة ولا يقبل الله ايمان عبد الا بولايته والبراءة من اعداءه)

نسأل الله المولى الكريم ان يهدي خلقه لولاية امير النحل ويعسوب الدين وسيد المتقين وحبيب الله ورسوله
علي بن ابي طالب (ع) والتي هي ولاية الله ورسوله والتي بها يقبل الايمان وترفع الدرجات
وان يثبتنا على هذه الولاية ويجعلنا من المتمسكين بها وبصاحبها
إنه ربنا ولي التوفيق وهو على كل شيء قدير
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على شفيع الانام محمد وآله الكرام الطيبين الطاهرين

كلمة الجمعة ١٤|١٢|١٤٤٠ هـ
الشيخ حسين مهدي آل خميس

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى