دينية

معرفة الزمان ورؤية المستقبل


بقلم: الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف

من الأمور المهمة التي ينبغي الاهتمام بها معرفة الزمان (العصر) الذي يعيش فيه الإنسان، لما له من تأثيرات جوهرية في حاضره ومستقبله؛ فالوعي بالعصر والبصيرة فيه يفتح آفاقاً كبيرة في التنبؤ بمسار المستقبل، واستكشاف فرصه وآفاقه وإيجابياته، ومعرفة تحدياته وصعوباته وسلبياته.

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى البصيرة بالزمان الذي يعيش فيه الإنسان، ومعنى البصيرة الوعي بالزمان ومعرفة التعامل الصحيح معه، فقد روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: «عَلَى العاقِلِ أن يَكونَ بَصيراً بِزَمانِهِ»([1])، وعنه صلى الله عليه وآله قال: «رَحِمَ اللَّهُ مَن حَفِظَ لِسانَهُ، وعَرَفَ زَمانَهُ، وَاستَقامَت طَريقَتُهُ»([2]))، فمعرفة الزمان وما فيه من تغيرات جوهرية ومنعطفات مهمة شرط لا غنى عنه للقدرة على التعامل مع المستجدات والمتغيرات التي تفرضها طبيعة الحياة المعاصرة وضغوطاتها، وطبيعة العصر ومتطلباته.

وحتى تستقيم حياة الإنسان ويستطيع التأقلم والتكيف مع تطورات العصر ومتغيراته عليه أن يكون عارفاً بزمانه، وواعياً بعصره، ومتابعاً لمتغيرات واقعه، وإلا خربت حياته، وتنكدت معيشته، ولذا روي عن الإمام عليّ عليه السلام أنه قال: «مَن لَم يَعرِف زَمانَهُ حُرِبَ‏([3])»([4]).

ومعرفة الزمان والوعي بالعصر يجعل المرء يتنبأ بأحداث المستقبل ومساره، ولا يفاجئ بمتغيراته، لذا روي عن الإمام عليّ عليه السلام أنه قال: «أعرَفُ الناسِ بالزّمانِ، مَن لَم‏ يَتَعَجَّبْ‏ مِن‏ أحداثِهِ»([5])، لأن من يعرف زمانه يتوقع أحداثه ومتغيراته.

وفرق بين العالم بزمانه الذي يكون مستعداً لمتغيراته، وصاحب رؤية مستقبلية، وأفق واسع؛ والعالم الذي يعشعش الماضي في ذهنه، فلا يتجاوز أفقه أرنبة أنفه، ولا يرى العصر إلا بفكر الماضين ورؤيتهم؛ فيتعجب من كل جديد، ويندهش من كل متغير، ويستوحش من كل تطور؛ وقد روي عن الإمام الصّادق عليه السلام أنه قال: «العالِمُ بِزَمانِهِ، لا تَهجُمُ علَيهِ اللَّوابِسُ»([6])، لأنه صاحب معرفة بزمانه، وعالم بعصره، ومستعد لمتغيراته؛ فلا يفاجئ بأي جديد مهما كان نوعه.

ولا شك أن عصرنا الراهن يشهد قفزات متسارعة في مختلف أبعاد الحياة، وأن ما يشهده هذا الزمان من متغيرات عميقة ومستجدات علمية وتقنية وتكنولوجية وطبية وصناعية وغيرها من مجالات الحياة لم تشهدها البشرية في قرون متمادية بينما تتحقق في هذا الزمان بخطوات متسارعة، بحيث أصبح كل شيء يتغير بسرعة، وهو ما يفرض على الإنسان المعاصر أن يواكب هذا التطور والتغير بكل تحدياته وآفاقه المستقبلية، حتى لا يعيش على هامش العصر ويتجاوزه الزمان والمكان.
لقراءة كامل الموضوع اضغط على الرابط الآتي:
www.alyousif.org/?act=artc&id=763

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى