مقالات

وقفات تربوية في حياة الملا حسن آل باقر (2/ 2)

الوقفات التربوية التي لامست قلوبنا وتأثرنا بها في حياة الوالد والمعلم الراحل الخطيب الحسيني الملا حسن آل باقر كثيرة وملحوظة، وكل واحد منا قد لامسته نفحة من نفحاته التربوية الصغار والكبار، لذا ملك القلوب بحبه وعطفه الكبير على أهله وإخوانه وأبنائه والذي احتواهم بقلبه الكبير بالاحترام والتقدير والكلام الحسن وابتسامته اللطيفة الساحرة، فسأذكر لكم في هذه القراءة البسيطة ثلاثة وقفات تربوية شاهدتها في حياته الكريمة.

*

1) الأهل والأحباب*

كان حريصا بالاهتمام بأفراد عائلته ورعايتهم والسؤال عنهم وتعليمهم وصقل مهاراتهم وتوجيهم، وإذا بلغوا الرشد زوجهم وساعدهم على تكلفة زواجهم ، فقد وفى حقوق أبناءه بأنه أحسن تربيتهم واسمهم وعلمهم وزوجهم، فجزاه الله خيرا على هذا العطاء الأبوي الرحيم.

أما بالنسبة لأحبابه وأصدقائه فكان يأنس معهم بالحديث اللطيف، فهو يستمع لهم بكل اهتمام ويصغى لحديثهم ويبادلهم بمواقفه الجميلة التي تبهج القلب، وكما له هيبة خاصة لدى أصدقائه وأحبابه، عندما يقبل عليهم يرحبون به أحسن ترحيب وكأنه أدخل على قلوبهم البهجة والفرحة بالورد والياسمين ويبتهجون من حيث لا يشعرون، وكان بعض كبار السن يصطحبونه بسيارته الخاصة للاستماع له في المآتم الحسينية سواءً في بلدة الحلة أو خارجها. وقد لاحظ الجميع بأنه في مرضه لم يترك أصحابه وأصدقائه فإنه يزورهم وهو على كرسيه، وكانت من ضمن محطات زيارته حسينية السيد صالح الشعلة التي قرأ فيها أكثر من 40 سنة، وكان الراحل الخطيب صديق الوالد علوي السيد صالح الشعلة الذي كان محبا له وقد حزن قلبه برحيله. رحم الله تلك الروح الطيبة والمخلصة لأهلها وأحبابها.

*2) علاقاته الاجتماعية*

على الرغم بأنه مشغول في المآتم الحسينية خطيباً وعاملاً نشيطاً في العمل الاجتماعي إلا أنه لم يترك زيارته لعلماء المنطقة في المناسبات العامة والخاصة، وكان حريصا يحضر مناسباتهم بالأفراح والأتراح ، وكان يحضر أغلب مناسبات الأفراح في منطقة الحلة ويبارك لهم وكما يشارك الفاقدين بالتعزية والمواساة. ويزور المرضى من كبار السن ويجلس معم ويبادلهم الحديث ، وكان جدي السيد صالح رحمه الله يزوره بين فترة وأخرى ويجلس معه ويؤنسه بحديثه. عندما يدخل أي مجلس يكون ذلك المجلس مباركاً وأهله يستأنسون بقدوم الملا حسن آل باقر ، وبنى علاقاته الاجتماعية الطيبة بأخلاقه وتواضعه للجميع.
وكذلك سأذكر لكم بأن أي مشروع خيري يحتاج إلى دعم مادي فمن خلال علاقاته الاجتماعية وثقة الناس به على مستوى الخليج العربي يجلب الخير لبلدته ويدعم المشروع بالمال من خلال المتبرعين الذين تواصل معهم. فرحم الله تلك الصفات الطيبة والقلب الكبير التي استقطبت قلوب الناس إليه.

*3) مساعدة المحتاجين وقضاء حوائج المؤمنين*

كان يتميز بعطائه للفقير ودعم المحتاج بالمال أو بالوجاهة ، فكان لا يهمه المال ولا يطمع لتحصيله ، حيث أن أصحاب المآتم يعطونه المكتوب ويقتنع بما رزقه الله ، والكثير منهم يقدم له الأجرة حسب استطاعته ولا يشترط أبداً، فعنده إحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام أهم من المال وبكل إخلاص ووفاء وقربة لله عز وجل. وحتى قراءة الفواتح للمستضعفين لا يأخذ أجرة عليهم والكثير يشهد بذلك وإنما يبتغي الأجر والثواب من رب العالمين. ولقد شهد الكثير له بالعطاء ومساعدة المحتاجين من الفقراء والمعوزين لدفع الإيجار السكني أو الدعم المادي أو الدعم المعنوي بدون منِّ ولا أذى. فرحم الله ذلك العطاء الذي أخجل الكثير من القلوب التي توجهت إليه لقضاء حوائجها.

فمن مثلك في هذا الزمان ي شيخنا الجليل بعطائك الجميل وأخلاقك المحمدية، لذا ملكت القلوب بحبك الكبير وبقلبك الطيب الحنون وكلامك اللطيف الودود، فنورك أضاء قلوب الخير.

رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك مع الطيبين الطاهرين والفاتحة لروحه الطاهرة.

☄ابنك وتلميذك السيد زكي الشعلة

الأحد 11/ 11/ 1440هـ

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى