عامة

وقفات تربوية في حياة الملا حسن آل باقر ( 1/ 2)

سأذكر لكم في هذه العجالة بعض الوقفات التربوية في حياة الوالد المعلم الراحل الخطيب الحسيني الكبير الملا حسن آل باقر والتي تأثرت بها قولاً وفعلاً وكان قدوة لأفراد مجتمعه ومحبيه وذلك من خلال مشاركتنا معه في الأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية والرحلات الدينية، وليسامحني الوالد والمعلم على تقصيري في تبيان تفاصيل الأحداث ومالها من تأثير تربوي على أبنائه ومجتمعه.

1) مهرجان الزواج الجماعي:

أثناء مهمتي كمسؤول اللجنة الإعلامية في مهرجان الزواج الجماعي بحلة محيش سابقاً والذي كان معلمنا الكبير رئيس المهرجان فكان يركز علينا كأعضاء اللجنة بمساعدة المحتاجين اللذين لا يستطيعون المشاركة بدفع مبلغ الاشتراك وكان يدفع عنهم ويتحمل تكلفة المشاركة قربة لله عز وجل، ويأتي عادة بعد الانتهاء من المآتم الحسينية لكي يطلع على مجريات العمل والتأكيد على محاور الاجتماع ودائما يوجهنا ويرشدنا.

وفي ذات يوم طلبت شركة الكهرباء خطاب موافقة من الشرطة والبلدية لتمديد الكهرباء لمهرجان الزواج الجماعي وتطلب حضور رئيس المهرجان الزواج الجماعي للتوقيع على التعهد في مركز شرطة القطيف وذهبت مع الوالد المعلم الراحل وقام بالتوقيع والتعهد لإقامة مهرجان الزواج الجماعي متحملاً جميع التبعات الأمنية والإجتماعية على عاتقه ومسؤوليته، فرحم الله تلك الروح النيرة والمعطاءة والمثابرة.

2) الرحلات الدينية:

الحمد لله الذي أنعم علي بأني التحقت بثلاث رحلات دينية مع الوالد المعلم الراحل مرة للحج في حملة المؤمل ومرة للعمرة بين مكة والمدينة 20 يوماً أثناء حرب الخليج برفقة المرحوم جدي السيد صالح وجدتي علوية أم علوي ومرة للمدينة المنورة برفقة أخي سيد هاشم وأنا في المرحلة الثانوية، كانت جلساته مع المؤمنين الأحبة مؤنسة وزيارته الجماعية عند البقيع صباحاً وعصراً ونعيه الحسيني وتأتي الناس تجلس معنا يستمعون لصوته الشجي الحزين ناعياً مصائب أهل البيت عليهم السلام. وكان أغلب وقته في تلاوة القرآن الكريم والمكوث في الحرم المكي والحرم المدني، بالإضافة إلى تجواله في المكتبات المخصصة للجماعة في المدينة المنورة يشتري كتبهم ليقرأها وكان شغوفا بالمطالعة. والصفة الجميلة هي الإيثار بنفسه بالطعام والشراب ويخدم المؤمنين وبالخصوص كبار السن ويمزح معهم ويستأنس لحديثهم، ويتحدى الشباب في ثقافتهم القرآنية والتاريخية. فرحم الله ذلك القلب المؤمن الذي أضاء قلوب محبيه.

3) الخطابة الحسينية:

لقد تعلمنا عقائد أهل البيت عليهم السلام من تحت منبره المعطاء والذي كان يوثق لنا حقائق علومهم ويثبت عقائد أهل البيت عليهم السلام في قلوبنا بصورة محببة وقصص مؤثرة فيها العبرة والعظة، وبعد انتهاء المأتم نسأله ويجيب علينا برحابة صدر ويثقفنا ويوجهنا. وكان كثيرا في شهر محرم يسألنا نحن الشباب عن المواضيع التي يحتاجها الشباب والمجتمع والعائلة ونطرح له عدة مواضيع ويقدمها في مجالسه إجمالاً وتفصيلاً. وأتذكر أيضا عندما يأتي المأتم ولا يجد أحدا يقوم بالمهام وكأنه صاحب المكان بتشغيل جهاز الصوت ويقرأ حتى يجتمع المؤمنين، وبعده يقوم بضيافتهم القهوة والشاي وأنس الحديث. فرحم الله تلك الروح الطيبة التي رفرفت علينا بالبهجة والسعادة عندما تحل علينا.

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع محمد وآل محمد وفي استقبالك الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها صلوات الله عليهم أجمعين.

☄ابنك وتلميذك السيد زكي الشعلة
السبت ١٠ ذي القعدة ١٤٤٠هـ

اترك تعليقاً

نص التعليق

زر الذهاب إلى الأعلى